“ظل البدو”…الفيلم الذي فضح المستعمر في الصحراء الغربية

شكل فيلم “ظل البدو” “Nomad Shadow”، الذي عرض لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي، صرخة فنية قوية ضد الاحتلال المغربي، ليصبح “الشاهد البصري” الذي فضح المستعمر في الصحراء الغربية. الفيلم يوثّق معاناة الشعب الصحراوي ويكسر جدار الصمت الذي طال عقوداً، مقدماً رواية إنسانية وجريئة تواجه ممارسات القمع والاضطهاد، وتعيد القضية الصحراوية إلى واجهة الاهتمام الدولي من خلال سرد صادق وجرأة فنية نادرة.

وحسب ما أوردته الوكالة الإسبانية للأنباء (ايفي)، الفيلم من إخراج اليابانية-الأميركية إيمي إيمانيشي، وبطولة الممثلة الصحراوية نذيرة محمد، “لم يكن مجرد عمل فني، بل رسالة سياسية وثقافية نقلت معاناة الشعب الصحراوي إلى واحدة من أهم المنصات السينمائية العالمية”.

ويروي فيلم “ظل البدو” “Nomad Shadow”، قصة مريم، الشابة الصحراوية، التي تعكس “رواية إنسانية confront الاحتلال ومسؤوليته التاريخية عن مآسي مستمرة”، بحسب الوكالة. وأكدت المخرجة وبطلة الفيلم أن الهدف من العمل هو إثارة التعاطف وتسليط الضوء على قضية عادلة طالما تم تجاهلها.

وتناولت صحف ومجلات عالمية أخرى الفيلم، مشيدة بالأداء المؤثر وجمالياته البصرية وصدق روايته. فبحسب سينما إكسبرس، يقدم “ظل البدو” طرحًا مختلفًا عن قصص المهاجرين التقليدية، إذ يعيد المشاهد إلى أرض المنشأ، حيث تواجه البطلة مريم واقعًا قمعيًا وصراعاً صامتًا بين ما تركته وما تعثر عليه أمامها. وأشارت المجلة إلى جرأة الفيلم في فضح السيطرة والاضطهاد، معتبرة أنه يصور ملحمة صراع بين الذاكرة والسلطة، وبين الأرض المسلوبة والهوية المقاومة للطمس.

ووفق مهرجان تورونتو، يمثل العمل “شريطًا أول استثنائيًا يفتح الباب أمام مقاربة جديدة لقضية الاستعمار المستمر في الصحراء الغربية”، مشدداً على أن أهمية الفيلم لا تكمن فقط في جمالياته البصرية، بل في جرأته على مساءلة الروايات الرسمية التي حاول المغرب فرضها لعقود.

كما أبدت منصات مثل “Letterboxd” و”Film Independent” إعجابها بأداء نذيرة محمد، واصفة إياه بـ”تجسيد لصمود المرأة الصحراوية”، بينما أشادت مقالات نقدية بإخراج إيمانيشي الذي قدم “صورة حقيقية لمعاناة الشعب الصحراوي تحت نير الاحتلال”.

واتفق النقاد الدوليون على أن “ظل البدو” ليس مجرد فيلم عن الهجرة أو البحث عن الهوية، بل عمل يعيد الاعتبار لقضية طُمست طويلاً من قبل المغرب، بعدما حول الصحراء الغربية إلى فضاء للحرمان والصمت المفروض.

وفي سياق التضامن مع القضية الصحراوية، ستحتضن مدينة دونستيا (شمال إسبانيا) سلسلة فعاليات ثقافية واجتماعية من 20 إلى 22 أكتوبر المقبل، تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الشعب الصحراوي وحقوقه المسلوبة وثرواته الطبيعية المنهوبة.

وتتضمن الفعاليات جلسات حوارية حول النساء الصحراويات وآليات المقاومة المستمرة، بالإضافة إلى عرض الفيلم الوثائقي “Occupation Inc” ومناقشة آثار الاحتلال على حقوق الإنسان والبيئة، بهدف حشد التضامن الدولي ودعم المطالب المشروعة للشعب الصحراوي بحق تقرير المصير وحماية مواردهم الطبيعية.

Exit mobile version