يبدو أن المغرب قد قرر الانتقال إلى السرعة القصوى في فن السرقة. بعد أن استهلكت أياديه ما تبقى من التقليد في القفطان والرايمن، جاء الدور الآن على الإعلام الرقمي. لم تعد النسخ تقتصر على التراث أو الموضة، بل امتدت لتشمل المواقع الإخبارية الجزائرية، في محاولة صريحة لاستنساخ محتوى جاهز باسم جديد، كأن الابتكار والإبداع أصبحا كلمة ممنوعة. هكذا، من التقليد التقليدي إلى التقليد الرقمي، يظهر المغرب اليوم وكأنه يسابق الزمن لتصوير نفسه في كل مكان، حتى على شاشات الإنترنت، بنسخ سطحية تفتقر للعمق والمصداقية.
هذا و كشف موقع الجيرى باتريوتيك أن المغرب استنسخ موقعه ليطلق عليه اسم “Maroc Patriotique”، في محاولة لتقليد الشكل والمحتوى الأصلي، معتمدًا على إعادة نشر الأخبار والدعايات الرسمية دون تقديم تحليلات مستقلة أو محتوى ذو مصداقية. ويبدو أن الهدف من هذه النسخة الجديدة ليس تطوير محتوى إعلامي أصيل، بل تعزيز أدوات الدعاية والتأثير في المشهد الرقمي المغربي، ما يعكس محاولة لتوجيه الرأي العام وتشتيت الانتباه عن القضايا الداخلية الحقيقية.
وبحسب ما رصده فريق الموقع، فإن “Maroc Patriotique” يعتمد بشكل شبه كامل على إعادة تدوير المقالات، مع إضافات سطحية، دون أن يقدم أي تحقيقات أو تحليلات عميقة. هذا النمط يجعل الموقع أشبه بأداة تكميليّة للخطاب الرسمي، وليس مصدرًا موثوقًا للأخبار أو التحليلات.
ويُلاحظ أن المحتوى الذي يقدمه الموقع الجديد يركز بشكل كبير على التضخيم الإعلامي للأحداث الجزائرية، محاولًا تحويل الانتباه عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في المغرب. ويُفهم من هذا الأسلوب أن النسخة المستنسخة تعمل على تكرار سرديات رسمية مسبقة الصنع، أكثر منها محاولة لتقديم رؤية مستقلة أو موضوعية.
في نهاية المطاف، يبقى “Maroc Patriotique” نسخة ضعيفة لا تستطيع منافسة الموقع الأصلي، فهي تفتقر إلى الابتكار والتحليل الموضوعي، وتعكس بالدرجة الأولى محاولات تقليد سطحية تفتقر إلى العمق الصحفي، ما يجعل القارئ المدرك يميز بسهولة بين المحتوى الأصلي والمكرر.
