تطرق تقرير لصحيفة “ذا ميل أون صنداي” إلى معطيات جديدة قد تُضاعف المتاعب القضائية والإعلامية للأمير البريطاني أندرو، بعد الكشف عن أكثر من مئة رسالة إلكترونية سرية واردة في ما يُعرف بـ”ملفات إبستين”.
هذه الرسائل، التي يجري الكونغرس الأمريكي مراجعتها قبل نشرها، يُعتقد أنها تتضمن مراسلات مباشرة بين دوق يورك وجيفري إبستين، رجل الأعمال المدان في قضايا الاتجار الجنسي بالقاصرات، إضافة إلى تواصل مع غيسلاين ماكسويل المسجونة حاليًا على خلفية تورطها في نفس الشبكة.
مصادر وصفتها الصحيفة بالمطلعة أكدت أن محتوى هذه الرسائل قد يكون “محرجًا ومُدانًا”، على نحو قد “يُدمّر” مستقبل الأمير، خاصة وأن بعض المراسلات تعود إلى بداية العقد الماضي وتظهر علاقة وثيقة بينه وبين إبستين. وذُكر أن البريد الإلكتروني الذي استخدمه الأمير كان ضمن عناوين وُجدت في “الدفتر الأسود” الشهير لإبستين.
للاشارة الأمير أندرو، دوق يورك، هو الابن الثالث للملكة الراحلة إليزابيث الثانية والأمير فيليب دوق إدنبرة، وُلد في 19 فبراير 1960. خدم كطيار مروحية في البحرية الملكية البريطانية وشارك في حرب الفوكلاند عام 1982. تزوج عام 1986 من سارة فيرغسون وأنجب ابنتين، قبل أن ينفصلا سنة 1996.
ورغم أدواره الرسمية في العائلة المالكة، تراجعت مكانته منذ عام 2019 بعد ارتباط اسمه بعلاقات مع رجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين، المدان في قضايا الاتجار الجنسي بالقاصرات. في عام 2022 توصّل إلى تسوية مالية مع فيرجينيا جوفري التي اتهمته بالاعتداء عليها، الأمر الذي جعل سمعته محط جدل واسع وأبعده عن الأنشطة الملكية.
وتأتي هذه التطورات بعد إقالة اللورد بيتر ماندلسون من منصبه كسفير لبريطانيا في واشنطن عقب تسريب رسائل محرجة مع إبستين، ما دفع بعض المصادر للتحذير من أن وضع الأمير أندرو قد يكون أكثر خطورة في حال نشر المراسلات الجديدة.
القضية تُعيد إلى الواجهة اتهامات قديمة وجهتها فيرجينيا جوفري، التي قالت إنها تعرضت للاتجار الجنسي من قبل إبستين وأُجبرت على لقاء الأمير. ورغم نفي أندرو المتكرر لهذه المزاعم، فقد توصّل في عام 2022 إلى تسوية مدنية مع جوفري بلغت قيمتها نحو (12 مليون جنيه إسترليني)، من دون اعتراف بالذنب.
الملف يزداد تعقيدًا مع تصريحات المحامي الأمريكي البارز ديفيد بويز، الذي أكد أن هناك “ما يكفي من الأدلة” لفتح تحقيق جنائي ضد الأمير أندرو، مشيرًا إلى أن بين عشرة وعشرين شخصية بارزة أخرى قد تكون مستهدفة بالتحقيقات.
اللجنة البرلمانية الأمريكية المشرفة على مراجعة الوثائق لم تستبعد استدعاء الأمير أندرو واللورد ماندلسون للشهادة أمام الكونغرس، وإن كان ذلك على سبيل “الدعوة الطوعية” التي تحمل وزنًا سياسيًا وأخلاقيًا.
هذه التطورات قد تعيد فتح واحد من أكثر الملفات حساسية للعائلة المالكة البريطانية، خاصة في ظل الجدل المستمر حول علاقاتها السابقة مع إبستين وشبكته.



















