إلغاء طواف إسبانيا بسبب احتجاجات مؤيدة لفلسطين

شهدت العاصمة الإسبانية مدريد أمس 14 سبتمبر 2025 أحداثًا غير مسبوقة في تاريخ طواف إسبانيا للدراجات الهوائية (لا فويلتا)، حيث اضطر منظمو السباق إلى إلغاء المرحلة الأخيرة من الطواف لأسباب أمنية بعد احتجاجات ضخمة مؤيدة لفلسطين شارك فيها أكثر من 100,000 شخص.

الاحتجاجات كانت موجهة بشكل خاص ضد مشاركة فريق “إسرائيل-بريميير تك” في السباق، وسط  حرب الابادة ضد التي تمارسها “اسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني .

و اغلق المتظاهرون الطرق الرئيسية في مدريد، بما في ذلك شارع غران فيا وساحة كولون، وأدى ذلك إلى اشتباكات مع الشرطة استخدمت خلالها الغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة 22 شخصًا واعتقال اثنين.

رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أعرب عن فخره بالاحتجاجات، واصفًا إياها بأنها “تجسد دفاعًا عن حقوق الإنسان”. وأضاف سانشيز في خطاب بمدينة مالقة أن “إسبانيا اليوم تضيء كقدوة ومصدر فخر، مثال للعالم في الدفاع عن حقوق الإنسان”. هذه التصريحات أثارت ردود فعل حادة من المسؤولين الإسرائيليين، حيث وصفها وزير الخارجية الإسرائيلي بأنها تحريض على العنف، ووصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها “معادية للسامية”.

من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس عن دعمه للاحتجاجات، مؤكدًا أن “إسبانيا لا يمكنها أن تظل صامتة أمام ما يحدث في غزة”. كما طالبت وزيرة الرياضة الإسبانية، بيلار أليغريا، بمنع الفرق الإسرائيلية من المشاركة في المنافسات الرياضية، معتبرة أن السماح لهم بالمشاركة يمثل “ازدواجية في المعايير” مقارنةً بالقرارات الدولية تجاه الفرق الروسية بعد غزو أوكرانيا.

و للاشارة إلغاء المرحلة الأخيرة لم يؤثر على ترتيب المتسابقين في الطواف، حيث أعلن الدراج الدنماركي يونس فينغيغارد بطلًا بعد أن كان متقدمًا في الترتيب العام قبل الإلغاء. وحل البرتغالي جواو ألميدا في المركز الثاني، والبريطاني توم بيدكوك في المركز الثالث.

و تشهد” إسرائيل” في السنوات الأخيرة موجة متصاعدة من حملات المقاطعة على المستويات الثقافية والاقتصادية والرياضية،. فقد شهدت المؤسسات الثقافية والفنية حول العالم انسحابات من فعاليات مشتركة مع إسرائيل، بينما قررت شركات عالمية وصناديق استثمارية ضخمة سحب استثماراتها من شركات إسرائيلية مرتبطة بالاحتلال، في خطوة ضغط اقتصادي تهدف إلى مساءلة إسرائيل على انتهاكات حقوق الإنسان.

على الصعيد الرياضي، تم توثيق انسحابات فرق ولاعبين إسرائيليين من بطولات دولية تحت ضغط المنظمات الرياضية والمجتمع المدني، حيث اعتُبرت مشاركة هذه الفرق بمثابة تمييع للمعايير الأخلاقية في الرياضة. هذه الحملات الموحدة والمتعددة المجالات تعكس تحول المقاطعة إلى أداة فعّالة على المستوى الدولي، تجعل إسرائيل تحت المراقبة المستمرة، وتربط بين الالتزام بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان وبين الأنشطة اليومية للكيان الإسرائيلي.

و تشهد إسرائيل موجة متصاعدة من حملات المقاطعة على المستويات الثقافية والاقتصادية والرياضية، كرد فعل على حرب الابادة التي تمارسها  ضد الشعب الفلسطيني..

فعلى الصعيد الثقافي، انسحب سبعة لاعبين “إسرائيليين” من بطولة شطرنج في إسبانيا بعد أن أبلغهم المنظمون أنهم لن يُسمح لهم بالمشاركة تحت علم بلادهم، كما أعلنت دور نشر ومؤسسات فنية في الولايات المتحدة الامتناع عن التعاون مع جهات “إسرائيلية” دعمًا للفلسطينيين.

أما اقتصاديًا، فقد سحب صندوق الثروة السيادي النرويجي استثماراته من شركات إسرائيلية مرتبطة بالاحتلال، فيما أوقفت شركات عالمية مثل IKEA وH&M شراكاتها التجارية مع جهات إسرائيلية لتجنّب دعم النشاطات العسكرية على الأراضي الفلسطينية.

على الصعيد الرياضي، شهدت البطولات الدولية انسحابات ورفض مشاركة الفرق الإسرائيلية، وطلبت أكثر من 300 مؤسسة رياضية فلسطينية من الاتحادات الدولية منع فرق الاحتلال  “الإسرائيلي” من المشاركة في المنافسات الدولية.

Exit mobile version