في الذكرى الخامسة عشرة لرحيل المفكر الجزائري محمد أركون، المعروف بدوره في تطوير الفكر النقدي العربي، تنظم الجمعية الثقافية الجاحظية بالتعاون مع مختبر البحث: “جماليات البحث وإشكالية البحث العلمي”، ندوة موسومة بـ”نقد السياجات الفكرية المغلقة”، يوم السبت 20 سبتمبر، يشارك فيها الأستاذ محمد سعيد بوسعدية.
و يستند مفهوم “السياجات” الذي ابتكره أركون إلى تلك الحدود الدوغمائية التي تحيط بالمنظومات الفكرية والدينية، فتمنع أي مساءلة أو نقد، ما يؤدي إلى الجمود الفكري وحصر الفكر ضمن التقليد. وتركز مداخلة الأستاذ بوسعدية على تفكيك هذه البنى الجامدة، مؤكدًا أن إرث أركون لا يقتصر على نصوصه، بل يشمل الروح النقدية التي بثّها، والدعوة المستمرة إلى تجاوز أي سياجات تمنع العقل العربي من التفاعل مع التحولات الحضارية والمعرفية.
و تعتبر ندوة محمد أركون فرصة لتجديد الاهتمام بمشروع المفكر الجزائري النقدي وإحياء ثقافة الحوار والاختلاف، بما يسهم في تأسيس وعي نقدي منفتح على الذات والعالم، ويضع الذكرى في سياق التفكير الجماعي في مستقبل الثقافة الجزائرية والعربية.
محمد أركون، المولود عام 1928 في تاوريرت ميمون بولاية البويرة (الجزائر)، درّس واصل دراساته بفرنسا، وعُرف بجرأته في مساءلة التراث وإعادة قراءته بأدوات العلوم الإنسانية الحديثة، محاولًا تجاوز الثنائية بين الأصالة والحداثة وربط البحث الأكاديمي بالهمّ المجتمعي، وظل صوتًا حرًا حتى وفاته عام 2010، داعيًا إلى الانفتاح وتحطيم كل السياجات الفكرية المغلق



















