هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يوم أمس السبت 20 سبتمبر 2025، بأن “أمورا سيئة” ستحدث لأفغانستان في حال رفضت إعادة قاعدة باغرام الجوية إلى السيطرة الأمريكية.
وجاء هذا التصريح لتراماب عبر منصة “تروث سوشيال”، حيث شدد على أن القاعدة التي كانت محور الوجود العسكري الأمريكي عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 يجب أن تعود “إلى من أنشأها، الولايات المتحدة”.
وكان ترامب قد أعلن يوم الخميس 18 سبتمبر 2025 أن بلاده تسعى لاستعادة القاعدة، وأكد يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 للصحفيين أنه يجري محادثات مع الجانب الأفغاني. غير أن تصريحات المسؤولين الأفغان جاءت رافضة لهذا المسعى، إذ أكد ذاكر جلالي، المسؤول بوزارة الخارجية، في منشور على منصة “إكس” بتاريخ الخميس 18 سبتمبر 2025 أن بلاده بحاجة إلى التعاون مع واشنطن “دون أي وجود عسكري أمريكي في أراضيها”.
الردّ الأفغاني على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قاعدة باغرام جاء سريعًا وحازمًا من جانب حكومة طالبان، التي اعتبرت أي محاولة أمريكية لاستعادة السيطرة على القاعدة العسكرية بمثابة انتهاك مباشر للسيادة الوطنية.
و في منشور على منصة “إكس”، أكد ذاكر جلالي، المسؤول بوزارة الخارجية الأفغانية، أن بلاده ترفض بشكل قاطع أي وجود عسكري أمريكي جديد، مذكّرًا بأن “اتفاق الدوحة” أغلق الباب نهائيًا أمام هذا الاحتمال، وأن العلاقة بين كابول وواشنطن يمكن أن تقوم فقط على التعاون السياسي والاقتصادي القائم على الاحترام المتبادل.
من جهته، شدد وزير الدفاع الافغاني محمد يعقوب مجاهد على أن أي محاولة لإقامة قواعد عسكرية أمريكية مجددًا ستواجه بمقاومة مفتوحة، قائلاً: “إذا لم تغادروا وترغبون في إنشاء قواعد، فنحن مستعدون لنقاتلكم لمدة عشرين سنة أخرى”. أما نائب مدير الاستخبارات ملا تاجمير جواد فأوضح أن الحكومة الأفغانية “ستحافظ على النظام القائم ولن تساوم على سيطرتها الحالية”. هذه المواقف تكشف عن رفض شامل من مختلف مستويات السلطة في كابول، وترسم خطوطًا حمراء واضحة أمام أي تحرك أمريكي يعيد سيناريو الوجود العسكري الذي انتهى بانسحاب 2021.
من جهة أخرى برزت تحذيرات من مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين في لقاءات غير رسمية، مفادها أن محاولة استعادة القاعدة قد تُعتبر بمثابة “غزو جديد” يتطلب أكثر من عشرة آلاف جندي إلى جانب دفاعات جوية متطورة. ويرى خبراء أن حجم القاعدة وتعقيدها سيجعل تأمينها وتشغيلها مهمة صعبة حتى لو تم التوصل إلى اتفاق مع طالبان، مع بقاء تهديدات قائمة من تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة داخل أفغانستان، فضلا عن احتمالية تعرضها لهجمات صاروخية متطورة من إيران.
قاعدة باجرام، التي كانت مركز العمليات الأمريكية طوال عقدين من الحرب، اشتهرت سابقا بمرافق واسعة شملت مطاعم وجبات سريعة ومتاجر متنوعة، إلى جانب مجمع سجون ضخم. لكن مستقبلها يبقى مرهونا بالمفاوضات السياسية والقدرة على مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية.
المصدر: رويترز + وسائل اعلام



















