تطرق تقرير نشره موقع الجيري باتريوتيك إلى الانحياز في تغطية صحيفة “لو موند” الفرنسية للقضايا الجزائرية، مشيرًا إلى اعتمادها على مصادر مرتبطة بأطراف خارجية تهدف إلى تشويه صورة الجزائر. وأكد التقرير أن الصحيفة الفرنسية نقلت معلومات حول تحركات قوات الأمن الجزائرية استندت إلى روايات غير مؤكدة، ما أثار جدلًا واسعًا حول مصداقية الصحافة الغربية وقدرتها على نقل الأخبار السياسية الحساسة بدقة وموضوعية.
أوضح التقرير أن “لو موند” تبنت روايات صدرت عن أشخاص وصفهم التقرير بأنهم مرتبطون بالمغرب، بينهم ناشطون ومحللون يعملون من بعض العواصم الأوروبية، وكانوا قد أطلقوا اتهامات ضد الجزائر تتعلق بانتشار قوات الأمن والتجهيزات العسكرية. وأشار التقرير إلى أن هذه المصادر كانت تركز بشكل خاص على تحركات الجنرال المغربي السابق في الإمارات، محوّلة اهتمام الصحيفة الفرنسية إلى ما وصفه التقرير بـ”أطراف ثانوية” وإهمال الوقائع الميدانية الحقيقية في الجزائر.
كما أكد موقع “الحيري باتريوتيك” أن هذه التغطية تساهم في نشر روايات مضللة وتشكك في مصداقية أجهزة الدولة الجزائرية، معتبرًا أن نشر معلومات غير مؤكدة من شأنه تقويض الثقة بين المواطنين ووسائل الإعلام، وإعطاء صورة مشوهة عن الوضع الداخلي للبلاد.
وأشار التقرير إلى أن بعض الأطراف التي استندت إليها الصحيفة سبق أن تورطت في نشر معلومات غير دقيقة، ما يعزز الانطباع بأن “لو موند” تتصرف أحيانًا كمنبر لأطراف تسعى للتأثير على الرأي العام. وأكد التقرير أن هذه الممارسات تمثل إخلالًا بمعايير المهنية الصحفية، وتعرض الصحافة الفرنسية لمخاطر فقدان الثقة لدى قرائها.
خلص تقرير “الحيري باتريوتيك” إلى أن استمرار الصحافة الغربية في نقل أخبار حساسة دون تمحيص دقيق يعكس تحديات حقيقية في الالتزام بالموضوعية والمصداقية، خاصة عند تغطية قضايا تتعلق بالأمن الوطني والسياسة الداخلية لدول ذات حساسية سياسية عالية، مثل الجزائر. ودعا التقرير وسائل الإعلام إلى تعزيز التحقق من الأخبار والتحري عن مصادرها لتفادي الانزلاق نحو التحيز أو نشر معلومات مضللة.
