أفاد تقرير صادر عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (European Council on Foreign Relations – ECFR بالتعاون مع المؤسسة الثقافية الأوروبية (European Cultural Foundation – ECF) ، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخوض ما وصفه بـ”حرب ثقافية” ضد أوروبا. وأشار التقرير، الذي نشرته صحيفة الغارديان، إلى أن واشنطن تسعى لدعم القوى السياسية والأيديولوجية المتحالفة مع حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً””ماغا” MAGA، مع إظهار مواقف عدائية تجاه الاتحاد الأوروبي.
وأوضح التقرير أن الرئيس الأمريكي يعمل على التأثير المباشر في الانتخابات الأوروبية، عبر الدفع نحو تبني قيم محافظة وحشد التيارات اليمينية تحت شعار حرية التعبير. ولفت إلى أن تردد قادة الاتحاد الأوروبي وخياراتهم القائمة على “المجاملة والاسترضاء والتشتيت” ساهمت في تعزيز هذا النهج.
وفي هذا السياق، أكد الباحث بافيل زركا أن الهدف الأساسي من هذه “الحرب الثقافية” هو أوروبا ذاتها، مذكّراً بخطاب نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير 2025، حيث هاجم السياسات الأوروبية واعتبر أن القارة تراجعت عن بعض قيمها. وأضاف زركا أن ترامب أظهر لاحقاً نواياه عبر استبعاد قادة الاتحاد الأوروبي من مفاوضات تخص مستقبل أوكرانيا، إلى جانب انتقاده للأحزاب الكبرى والضغط على مؤسسات بروكسل في الملفات التجارية.
ويشير التقرير إلى أن هذه الحرب الثقافية تجري على مستويين متوازيين: أيديولوجياً، في ما يتعلق بالقيم التي توجه السياسة الأوروبية، وسياسياً، من حيث مكانة أوروبا كفاعل مستقل على الساحة الدولية.
المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) هو مركز أبحاث مستقل تأسس عام 2007، يُعنى بدراسة السياسة الخارجية والأمن الأوروبي. مقره الرئيسي في برلين، وله مكاتب في عواصم أوروبية عدة مثل باريس ولندن ومدريد، ويهدف إلى دعم دور الاتحاد الأوروبي كلاعب دولي فاعل عبر تقديم أبحاث وتوصيات لصناع القرار. يعمل المجلس على تحليل القضايا العالمية المرتبطة بأوروبا، من العلاقات مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، إلى ملفات الشرق الأوسط وأفريقيا، وينشر تقارير استراتيجية ودراسات معمقة تعكس رؤيته. وعلى عكس ما قد يوحي به اسمه، فهو ليس مؤسسة رسمية تابعة للاتحاد الأوروبي، بل خزان أفكار (Think Tank) مستقل يعتمد في تمويله على تبرعات وهبات من مؤسسات أوروبية ومنظمات مدنية.
المؤسسة الثقافية الأوروبية (European Cultural Foundation – ECF) هي مؤسسة مستقلة غير ربحية أُنشئت سنة 1954 في جنيف بمبادرة من الأمير الهولندي برنارد، ويقع مقرها اليوم في أمستردام (هولندا). تهدف المؤسسة إلى تعزيز التعاون الثقافي والفني عبر القارة الأوروبية، وتعمل على دعم المشاريع التي تعزز الحوار بين الشعوب وتفتح المجال أمام الإبداع والفنون كوسيلة لبناء مجتمع أوروبي أكثر تماسكًا.
تركّز المؤسسة على قضايا مثل: حرية التعبير، العدالة الاجتماعية، دور الثقافة في مواجهة الأزمات، وتمكين الشباب والفنانين من إيصال أصواتهم. كما أطلقت برامج بارزة مثل جائزة أمير كلاوس وبرنامج Tandem للتبادل الثقافي، وتعتبر من أبرز الهيئات التي ترى في الثقافة أداة سياسية واجتماعية لتعزيز الديمقراطية والتنوع والاندماج داخل أوروبا.
المصدر: تاس


















