أعادت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول صحة الأطفال وتسليم التوصيات الطبية جدلاً واسعاً. فقد حذر النساء الحوامل من تناول دواء الباراسيتامول، مشيراً إلى أنه قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالتوحد، واعتبر أن تناوله “غير مفيد” ويجب الاكتفاء به فقط في حالات الحمى الشديدة.
وشدّد ترامب خلال فعالية بالبيت الأبيض على ضرورة توخي الحذر، بينما أشار رئيس إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الدكتور مارتي ماكاري، إلى وجود ارتباط بين مادة تايلينول واضطرابات مثل فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد، مؤكداً أن السبب المحتمل مرتبط بنقص حمض الفوليك في دماغ الطفل.
في هذا السياق، أعلن المسؤولون عن دواء يُدعى “ليوكوفورين” أظهر تحسناً لدى ثلثي الأطفال الذين تناولوه، كما سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدام حمض الفولينيك لعلاج بعض أشكال التوحد، ووصفت هذه الخطوة بأنها واعدة لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات. وأكدت وزارة الصحة الأمريكية أن حمض الفولينيك لا يشفي التوحد ولكنه قد يساعد على تحسين القدرة على الكلام لدى بعض الأطفال المصابين.
على صعيد آخر، انتقد ترامب التطعيم المبكر ضد التهاب الكبد باء، مؤكداً أنه مرض ينتقل عبر العلاقات الجنسية ولا يستدعي تطعيم الأطفال حديثي الولادة، وموصياً بتأجيل التطعيم حتى سن الثانية عشرة. وهو ما يتعارض مع التوصيات الطبية الأمريكية والدولية التي تؤكد ضرورة تلقيح الرضع مبكراً لتفادي انتقال العدوى من الأم أو أثناء الولادة.
و في خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكونغرس في 4 مارس 2025، استعرض إحصائيات مقلقة حول انتشار الأمراض المزمنة بين الأطفال في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بهذه الأمراض خلال العقود الماضية.
و أشار ترامب إلى أن أكثر من 1 من كل 5 أطفال فوق سن 6 سنوات يعانون من السمنة، بزيادة تزيد عن 270% مقارنة بالسبعينيات. كما أن نسبة الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بين المراهقين تجاوزت 1 من كل 4، بزيادة أكثر من الضعف خلال العقدين الماضيين. وارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الأطفال بنسبة تقارب 40% منذ عام 1975، خاصة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و19 عامًا. كما أشار إلى أن اضطرابات طيف التوحد تؤثر على 1 من كل 31 طفلًا في سن 8 سنوات.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر ترامب أن معدلات الاكتئاب بين المراهقين تضاعفت تقريبًا من عام 2009 إلى عام 2019، مع الإشارة إلى أن أكثر من 1 من كل 4 فتيات مراهقات في عام 2022 أبلغن عن نوبة اكتئاب شديدة في العام الماضي. كما أشار إلى أن 3 ملايين طالب في المدارس الثانوية فكروا بجدية في الانتحار في عام 2023.
فيما يتعلق بالحساسية الغذائية، أشار ترامب إلى أن نسبة انتشار حساسية الطعام بين الأطفال ارتفعت بنسبة 88% بين عامي 1997 و2018.
تأتي هذه الإحصائيات في إطار تقرير “Make Our Children Healthy Again” (MAHA) الذي صدر في مايو 2025، والذي سلط الضوء على العوامل المساهمة في هذه الزيادة، بما في ذلك النظام الغذائي غير الصحي، والتعرض للسموم البيئية، ونقص النشاط البدني، والإجهاد المزمن، والاستخدام المفرط للأدوية الموصوفة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات قد قوبلت بانتقادات من قبل بعض الخبراء، الذين أشاروا إلى أن بعض البيانات الواردة في التقرير قد تكون غير دقيقة أو مستمدة من مصادر غير موثوقة.
المصدر: فرانس 24 + RT + الصحفي
