تواجه مناحل البصرة على ضفاف شط العرب خطرًا متزايدًا مع تفاقم أزمة الجفاف وارتفاع ملوحة المياه، ما أدى إلى ذبول أشجار النخيل وتراجع الغطاء النباتي الذي يشكل أساس النظام البيئي للنحل. ويؤكد مربو النحل أن هذا الوضع بات يهدد مورد رزقهم التقليدي ويقود إلى انخفاض حاد في إنتاج العسل.
ويقول محمود شاكر، أستاذ بكلية الزراعة في جامعة البصرة وصاحب منحل، إن النحل يحتاج إلى مياه نقية ونظيفة للبقاء، مضيفًا أن غياب هذه الموارد يؤدي إلى هلاك الخلايا. ويعكس هذا الواقع انهيار البيئة التي كانت تزدهر بها أشجار النخيل على طول شط العرب، إذ لم يتبق سوى أقل من ثلاثة ملايين نخلة من أصل 16 مليونًا كانت تشكل في السابق غطاءً نباتيًا غنيًا.
وبحسب محمد مهدي مزعل الديراوي، معاون مديرية زراعة البصرة، تضم المدينة أكثر من أربعة آلاف خلية نحل موزعة على 263 منحلاً، إلا أن الظروف البيئية والصراع الممتد لسنوات أضرّت بما لا يقل عن 150 منحلاً وأدت إلى هلاك ألفي خلية. وأضاف أن الإنتاجية قد تتراجع هذا الموسم بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالعام الماضي بسبب تأثير الملوحة وارتفاع الحرارة.
وتظهر البيانات أن إنتاج العسل الذي كان يبلغ نحو 30 طنًا سنويًا تراجع تدريجيًا منذ عامي 2007 و2008، ليصل في السنوات الأخيرة إلى 12 طنًا فقط، مع توقعات بانخفاضه هذا الموسم إلى ستة أطنان. ويرى خبراء محليون أن استمرار أزمة المياه وتمدّد الملوحة شمال البصرة قد يؤدي إلى توقف الإنتاج كليًا، ما يهدد استمرار مهنة لها جذور تاريخية في المنطقة.
المصدر: رويترز
