شهدت أسعار الفضة قفزة لافتة اليوم الخميس، إذ ارتفعت بأكثر من 2% لتتجاوز عتبة 45 دولاراً للأونصة، في سابقة هي الأولى منذ ماي 2011. وبحسب بيانات بورصة “كومكس” في نيويورك، سجلت العقود الآجلة للفضة تسليم ديسمبر مستوى 45.12 دولار، ما يمثل أعلى مستوى لها منذ أكثر من 14 عاماً.
في السياق ذاته، واصل الذهب مكاسبه بدوره، حيث ارتفعت العقود الآجلة لتسليم ديسمبر بنحو 22.5 دولار لتبلغ 3790.6 دولاراً للأونصة. ويعكس هذا المسار المتوازي بين المعدنين الثمينين طبيعة العلاقة التقليدية بين الفضة والذهب، حيث غالباً ما تتحرك أسعار الفضة على وقع اتجاهات الذهب صعوداً أو هبوطاً.
و شهدت أسعار الفضة تقلبات ملحوظة بين عامي 2019 و2025، حيث انتقلت من حالة الاستقرار النسبي إلى تسجيل مستويات قياسية لم تعرفها منذ أكثر من عقد.
و ارتفعت أسعار الفضة خلال الخمس سنوات الماضية بنسبة تقارب 152%، حيث قفزت من حوالي 17.9 دولارًا للأونصة في 2019 إلى نحو 45.1 دولارًا للأونصة في 2025.
في عام 2019، بلغ متوسط سعر الأونصة حوالي 17.9 دولار، ليبدأ مسارًا صعوديًا مع حلول جائحة كورونا في 2020، حيث قفز السعر إلى حدود 26.4 دولار بفعل تزايد الطلب الصناعي والبحث عن الملاذات الآمنة. غير أن العام 2021 عرف عودة تدريجية إلى التوازن عند متوسط 23.3 دولار، ليستقر المنحنى نسبيًا في 2022 و2023 عند حدود 24 دولارًا للأونصة، وسط تأثيرات السياسات النقدية العالمية والضغوط التضخمية.
لكن المنعطف الأبرز جاء في 2024، عندما ارتفع متوسط الإغلاق إلى نحو 33.7 دولارًا، في أعلى مستوى له منذ أكثر من 10 سنوات، مدفوعًا بضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة، إضافة إلى تزايد استخدام الفضة في الصناعات المتقدمة.
أما مع بداية 2025، فقد كسرت الفضة حاجز 45 دولارًا للأونصة، وهو مستوى لم تشهده الأسواق منذ مايو 2011، ما يعكس توجهًا صعوديًا قويًا، لكنه يثير في الوقت ذاته مخاوف من مواجهة مقاومة تقنية إذا تغيرت الظروف الاقتصادية أو تراجع الطلب.
بهذا، تُظهر السنوات الخمس الأخيرة أن الفضة تحولت من أداة استثمار تقليدية إلى أصل استراتيجي، يجمع بين قيمته كملاذ آمن وأهميته الصناعية، في ظل ديناميكيات الاقتصاد العالمي المتسارعة.
