تسعى الكويت لتنفيذ سلسلة من المشاريع الكبرى لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، بهدف تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وضمان أمن الإمدادات، وفق تصريحات وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، صبيح المخيزيم، اليوم السبت. من المتوقع أن تصل القدرة الإجمالية لهذه المشاريع إلى 14.05 جيجاوات من الكهرباء و228 مليون جالون من المياه العذبة يومياً بحلول عام 2031.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه الكويت أزمة إنتاج الكهرباء نتيجة تزايد عدد السكان، والتوسع العمراني، وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى تأخر صيانة بعض المحطات، مما دفع الحكومة منذ العام الماضي إلى قطع التيار عن بعض المناطق لتخفيف الأحمال.
وأشار المخيزيم إلى أن الكويت اجتازت صيف 2025 “بنجاح” رغم تسجيل درجات حرارة وصلت إلى 51 درجة في بعض الأيام، مضيفاً أن الحمل الأقصى للكهرباء تراجع بنسبة 0.17% على أساس سنوي، مقارنة بالزيادة المتوقعة البالغة 4%.
و فيي عام 2024، بلغ إنتاج الكهرباء في الكويت حوالي 88.3 تيراواط ساعة، مسجلاً زيادة بنسبة 5.7% مقارنة بالعام السابق، وهو أعلى مستوى في تاريخ البلاد. تُعزى هذه الزيادة إلى ارتفاع الطلب الناتج عن النمو السكاني وارتفاع درجات الحرارة.
ومع ذلك، تشير التوقعات إلى إمكانية حدوث عجز في الطاقة يصل إلى 1141 ميغاواط بحلول عام 2026، بسبب استمرار النمو في الطلب على الكهرباء. لذلك، تعمل وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة على تنفيذ مشاريع جديدة لزيادة القدرة الإنتاجية، مثل مشروع “الشقايا” الذي سيضيف 4800 ميغاواط إلى الشبكة الكهربائية بحلول عام 2028.
تشمل المشاريع المعلن عنها محطة الزور الشمالية للمرحلتين الثانية والثالثة بقدرة 2.7 جيجاوات، وقد تم توقيع عقدها في أغسطس/آب مع تحالف يضم شركة أكوا باور السعودية ومؤسسة الخليج للاستثمار، بتكلفة تتجاوز مليار دينار كويتي (3.27 مليار دولار)، بدعم تمويلي من بنوك محلية وعالمية.
كما تشمل المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الشقايا للطاقة المتجددة بقدرة 1.6 جيجاوات، وسيتم تنفيذها بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، في حين ستبلغ القدرة في المرحلتين الثالثة والرابعة 3 جيجاوات بالتعاون مع الصين.
ويُضاف إلى ذلك مشروع محطة الخيران لتوليد الكهرباء وتحلية المياه المرحلة الأولى، الذي سيضيف 1.8 جيجاوات من الكهرباء و125 مليون جالون من المياه يومياً، حيث تم دعوة ائتلافات دولية لتقديم عطاءاتها في المزاد الذي بدأ في أول سبتمبر/أيلول.
أما مشروع محطة النويصيب، فتصل قدرته الإجمالية إلى 7.2 جيجاوات، علماً بأن جزءاً منه سيتم تنفيذه بعد عام 2031 وحتى 2040، وفق ما أفادت به المتحدثة باسم الوزارة، فاطمة عباس جوهر حيات.
تعتمد الكويت بشكل رئيسي على تحلية مياه البحر لتلبية احتياجاتها من المياه العذبة، حيث تنتج البلاد حالياً حوالي 450 مليون غالون إمبراطوري يومياً، أي ما يعادل تقريباً 2.05 مليون متر مكعب يومياً أو 2.05 مليار لتر يومياً. وتشمل هذه الكمية الإنتاج من محطات التحلية المنتشرة على طول الساحل، مثل محطة الخيران ومحطة الزور ومحطة الشقايا. ويصل الإنتاج في أوقات الذروة أحياناً إلى 545 مليون غالون إمبراطوري يومياً، أي حوالي 2.49 مليون متر مكعب أو 2.49 مليار لتر، ما يعكس قدرة الكويت على تلبية الطلب المرتفع وضمان إمدادات مستقرة للمياه العذبة للقطاعين المنزلي والصناعي.
المصدر: رويترز + وسال اعلام


















