من المقرر أن تعيد الأمم المتحدة فرض عقوبات على إيران اليوم السبت، بسبب اتهامات بانتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية، والذي كان يهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية. تأتي هذه الخطوة في ظل تحذيرات إيرانية من أن إعادة فرض العقوبات ستُقابل برد قوي، فيما يبرز احتمال تصاعد التوتر في الشرق الأوسط بعد أشهر قليلة من استهداف إسرائيل والولايات المتحدة لمواقع نووية إيرانية.
وخلال تصريحاته للصحفيين قبل مغادرته نيويورك يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025، قلل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من شأن إعادة فرض العقوبات، واصفًا إياها بأنها “ليست نهاية العالم”. وفي الوقت نفسه، فشلت الجهود الدبلوماسية على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في تأجيل إعادة فرض كل العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران في الفترة ما بين 2006 و2010.
ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ العقوبات عند الساعة الثامنة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (12:00 بتوقيت جرينتش)، بعد أن شرعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة باسم “الترويكا الأوروبية”، في عملية مدتها 30 يومًا تتهم خلالها إيران بانتهاك الاتفاق النووي لعام 2015. وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، بينما عرضت القوى الأوروبية تأجيل إعادة فرض العقوبات لمدة تصل إلى ستة أشهر لإتاحة المجال لمحادثات حول اتفاق طويل الأجل، شرط التزام إيران بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالدخول ومعالجة المخاوف المتعلقة بمخزونها من اليورانيوم المخصب والانخراط في محادثات مع الولايات المتحدة.
وعلق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على موقع “إكس” يوم الجمعة، قائلًا إن إيران قدمت خلال الأسابيع الماضية عدة مقترحات للحفاظ على نافذة الدبلوماسية مفتوحة، لكن الدول الأوروبية الثلاث لم ترد بالمثل، فيما عززت الولايات المتحدة إملاءاتها على العملية.
في السياق نفسه، أعلنت إيران عن استدعاء سفراءها لدى بريطانيا وفرنسا وألمانيا للتشاور، مؤكدة أن الرد سيكون حاسمًا دون الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
وتتعرض إيران لضغوط اقتصادية كبيرة، إذ يعاني اقتصادها من العقوبات المعاد فرضها منذ عام 2018 بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بينما واصل الريال الإيراني الانخفاض مقابل الدولار، حيث سجل يوم السبت 27 سبتمبر 2025 مستوى 1123.000 ريال مقابل الدولار، مقارنة بنحو 1085.000 ريال يوم الجمعة 26 سبتمبر.
وستشمل العقوبات الجديدة حظرًا على تصدير الأسلحة، وحظر جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته، وأي نشاط مرتبط بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية، بما في ذلك عمليات الإطلاق. كما تتضمن العقوبات حظر سفر على عشرات الإيرانيين، وتجميد أصول العديد من الأفراد والكيانات، بالإضافة إلى حظر توريد أي مكونات يمكن استخدامها في البرنامج النووي الإيراني.
المصادر: رويترز



















