تستعد الجزائر لإطلاق موسم السياحة الصحراوية الجديد 2025 2026، و الذي يبدأ عادة في أكتوبر ويستمر حتى مارس، وسط آمال كبيرة في تعزيز مكانة الصحراء الجزائرية كوجهة عالمية للسفر والمغامرة. هذا الموسم يكتسب أهمية متزايدة بفضل التنوع الطبيعي والثقافي الذي يميز الجنوب الجزائري، من جبال الطاسيلي والهقار إلى واحات قورارة وتوات وميزاب.
خلال موسم السياحة الصحراوية الماضي، استقبلت المناطق الصحراوية الجزائرية أكثر من (186 ألف سائح) من بينهم نحو (22,700 أجنبي)، فيما زار الصحراء الجزائرية طوال عام 2024 أكثر من (16 ألف سائح أجنبي)، مدفوعين بالإجراءات الجديدة لتسهيل الحصول على التأشيرة عند الوصول. كما شهدت ولايات مثل جانت وتمنراست وغرداية ارتفاعًا في الطلب على الرحلات السياحية المنظمة، ما يعكس تنامي الاهتمام العالمي بالسياحة الصحراوية الجزائرية.
و اعتمدت الجزائر سلسلة من التسهيلات على نظام التأشيرات بهدف جذب أكبر عدد من الزوار الأجانب إلى الجنوب الكبير. فبدل المرور بالإجراءات القنصلية التقليدية الطويلة، أصبح بإمكان السياح القادمين ضمن رحلات منظمة عبر وكالات سفر جزائرية معتمدة الحصول على تأشيرة عند الوصول أو ما يُعرف بـ “تأشيرة التسوية”، مباشرة في المطارات أو المعابر الحدودية بالولايات الصحراوية.
وتمنح”تأشيرة التسوية” عادة لمدة تصل إلى 30 يومًا، وتتطابق مع مدة البرنامج السياحي الذي صمّمته الوكالة. وقبل الرحلة، يحصل السائح على تصريح إلكتروني مرفق برمز QR يُمكّنه من الصعود إلى الطائرة دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة. هذه الإجراءات التي دخلت حيّز التنفيذ خلال السنوات الأخيرة، تهدف ليس فقط إلى تبسيط دخول السياح، بل أيضًا إلى تعزيز صورة الجزائر كوجهة آمنة ومنظمة، مع تشجيع الوكالات المحلية على لعب دور الوسيط الأساسي في تنشيط الحركة السياحية. إلى جانب ذلك، تدرس الحكومة الجزائرية إطلاق نظام التأشيرة الإلكترونية لتوسيع نطاق هذه التسهيلات وجعل الجزائر منافسًا أقوى في سوق السياحة الصحراوية العالمية.
وتسعى الحكومة إلى تعزيز قدرات الاستقبال من خلال مشاريع فندقية جديدة توفر (16 ألف غرفة إضافية) بحلول نهاية 2025، إلى جانب دعم وكالات السياحة التي تجاوز عددها (4,700 وكالة). هذه الجهود تندرج في إطار استراتيجية تهدف إلى جعل السياحة الصحراوية رافعة أساسية لتنويع الاقتصاد الوطني وتوليد فرص عمل محلية.
ومع اقتراب موسم 2025/2026، يتوقع أن تشهد الصحراء الجزائرية إقبالًا أكبر، خاصة بعد النجاحات المسجلة في الدورات السابقة، مما يعزز مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في إفريقيا والعالم العربي.
