شهدت أسواق النفط العالمية اليوم الاثنين تراجعًا ملموسًا، إذ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.4٪ أو ما يعادل 1.01 دولار للبرميل، ليصل إلى 69.12 دولار، بعد أن سجل يوم الجمعة أعلى مستوياته منذ 31 يوليو الماضي. وفي الوقت نفسه، هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.7٪ أو 1.11 دولار للبرميل، ليبلغ 64.61 دولار.
يأتي هذا التراجع بعد استئناف صادرات النفط الخام من إقليم كردستان العراق عبر تركيا، للمرة الأولى منذ عامين ونصف، بعد اتفاق بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة الإقليم. ووفق وزارة النفط العراقية، يسمح الاتفاق بتدفق ما بين 180 ألفًا و190 ألف برميل يوميًا إلى ميناء جيهان التركي، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 230 ألف برميل يوميًا في نهاية المطاف بعد تدخل الولايات المتحدة لدعم إعادة التشغيل.
في السياق نفسه، تستعد مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، للموافقة على زيادة إضافية في الإنتاج خلال اجتماعها المقبل، بمعدل لا يقل عن 137 ألف برميل يوميًا لشهر نوفمبر، في محاولة لاستعادة حصتها السوقية وسط زيادة المعروض العالمي. وتشير البيانات إلى أن المجموعة تضخ حاليًا أقل من مستهدفاتها بما يقارب 500 ألف برميل يوميًا.
وتجدر الإشارة إلى أن الأسعار العالمية للخام كانت قد سجلت ارتفاعًا بأكثر من 4٪ خلال الأسبوع الماضي، متأثرة بالهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية، والتي خفضت صادرات روسيا من الوقود. وفي الوقت نفسه، عادت الأمم المتحدة لفرض حظر على الأسلحة وعقوبات إضافية على إيران بسبب برنامجها النووي، فيما حذرت طهران من الرد بشكل قاسٍ.
هذه التطورات تعكس توازنًا دقيقًا بين زيادة المعروض من النفط الخام، وخاصة من العراق وأوبك+، والضغوط الجيوسياسية في مناطق الصراع مثل أوكرانيا وإيران، مما يترك الأسواق في حالة ترقب لأي تحرك جديد قد يؤثر على الأسعار.


















