تطرق مقال لموقع الجزائري باتريوتيك إلى زيارة الرئيس عبدالمجيد تبون إلى ألمانيا، مسلطًا الضوء على الدور المحوري الذي تحتله الجزائر اليوم في الساحة الجيوسياسية العالمية. وأوضح المقال أن هذه الزيارة الرسمية تُظهر بوضوح مكانة الجزائر المتنامية على الصعيد الدولي، فضلاً عن حنكة سياستها الدبلوماسية المبنية على التوازن والحياد، وهو ما يعكس التزام الجزائر بسياسة عدم الانحياز التي تمنحها مصداقية وثقة متزايدة لدى القوى الكبرى.
وأشار المقال إلى أن هذه الاستراتيجية المتبصرة تمنح الجزائر قدرة على التحرك بحرية وفاعلية في عالم تتغير فيه التحالفات بسرعة، وتبرز أهمية موقعها كحلقة وصل بين مختلف الأقطاب الدولية. وفي هذا السياق، جاءت العاصمة الألمانية برلين كخطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات مع أوروبا، وإظهار قوة الجزائر كفاعل رئيسي في بناء نظام دولي جديد، قائم على الاستقلالية والقرارات الوطنية السيادية.
وشدد المقال على التباين الواضح بين الموقف الجزائري والمواقف الأوروبية، خصوصًا فرنسا، حيث أشار إلى أن السياسة الفرنسية تحت قيادة الرئيس إيمانويل ماكرون اتخذت منحى مخالفًا لمصالح المنطقة، من خلال الانحياز العلني إلى موقف المغرب الذي يواجه تحديات متزايدة وضعفًا سياسيًا. وأوضح المقال أن هذا الاختلاف ساهم في تراجع تأثير فرنسا الإقليمي، في حين حافظت الجزائر على هدوئها وتحكمها في المواقف الاقتصادية والاجتماعية، بما يضمن استقرار المواطنين ويجنب المنطقة تصعيدًا غير محسوب.
كما أبرز المقال أن نفوذ الجزائر لا يقتصر على المنطقة الأوروبية أو البحر الأبيض المتوسط، بل يمتد إلى الساحة العالمية، حيث تعتبر الجزائر شريكًا أساسيًا لكل من دول مجموعة الـBRICS، مثل روسيا والصين، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أشاد المقال بالدور الجزائري في إدارة العلاقات الدولية الدقيقة، رغم وجود بعض الخلافات، مثل تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وهو ما يعكس قدرة الجزائر على الحفاظ على مبادئها مع الانخراط في حوار متوازن مع جميع الأطراف.
وفي الصعيد الإقليمي، أوضح المقال أن الجزائر تتقدم بخطوات واثقة نحو تعزيز مكانتها كقوة مؤثرة وموثوقة. وشدد على أن مواقفها الثابتة في المنتديات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، تعكس التزامها بالدبلوماسية الفاعلة والموثوقة. كما أشار إلى الدور البارز لممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بندجما، الذي حظي بتقدير واسع على جهوده، بما في ذلك إشادة مجلة Time الأمريكية بإنجازاته خلال سنتين فقط، حيث تمكن من رفع صوت الجزائر كقوة دبلوماسية مؤثرة وموثوقة على الساحة الدولية.
واختتم المقال بالإشارة إلى أن زيارة الرئيس تبون إلى ألمانيا لا تمثل مجرد لقاء دبلوماسي، بل تجسد توجه الجزائر الاستراتيجي المستقل، وقدرتها على إدارة العلاقات الدولية بحكمة وفاعلية، مع الحفاظ على مبادئها وسيادتها. ويعكس هذا التوجه التزام الجزائر بدور محوري في تحقيق الاستقرار والتعاون العالمي، مما يؤكد على مكانتها كشريك موثوق وقوي في عالم يشهد تقلبات وتحديات متعددة.


















