تطرق تقرير لموقع ألجيري باتريوتيك إلى ما وصفه ببوادر أزمة اجتماعية حادة في المغرب بلغت مستوى غير مسبوق، بعد انتشار أنباء عن نشر وحدات من الجيش في بعض المدن الكبرى لاحتواء موجة احتجاجات شعبية.
وقال المقال أن هذه التطورات جاءت عقب أحداث شغب في ملاعب كروية حديثة الترميم، حيث عبّر الشباب المحتجون عن رفضهم لما يعتبرونه إنفاقاً غير مبرر على تظاهرات رياضية، مقابل غياب أبسط مقومات المعيشة من غذاء، مدارس وخدمات صحية.
التقرير اشار أن هذه الاحتجاجات تعكس حالة استياء عميق داخل المجتمع المغربي، الذي يواجه صعوبات معيشية خانقة في ظل ما وصفه التقرير بانفصال السلطة عن واقع المواطنين. فبينما يتحدث الخطاب الرسمي عن مشاريع رياضية كبرى مرتبطة بتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، يعيش جزء واسع من الشعب في ظروف يومية قاسية، من طوابير أمام مراكز صحية متداعية إلى انتشار الأحياء الفقيرة المكتظة.
ويشير التقرير إلى شهادات متداولة عن وجود وحدات عسكرية في بعض الأحياء، بما في ذلك دوريات ليلية ونقاط تفتيش يشرف عليها جنود، رغم غياب تأكيد رسمي لهذه المعطيات. ويبدو أن هذه الإجراءات تندرج في إطار ما اعتبره المقال “عسكرة للأزمة الاجتماعية”، وهي مقاربة يرى أنها فقدت فعاليتها أمام جيل جديد لم يعد يخشى تحدي الخطوط الحمراء.
ويُفهم من تحليل الموقع أن كرة القدم تحولت إلى رمز لهذا التوتر، إذ باتت مشاريع الملاعب والتظاهرات الرياضية الكبرى تمثل، في نظر جزء من الشارع، وجهاً صارخاً لغياب العدالة الاجتماعية. فكل عملية بناء أو ترميم تُقرأ كإشارة لتجاهل الأولويات الاجتماعية، وكل خطاب رسمي حول “مكاسب اقتصادية استثنائية” يقابله شعور متنامٍ بالحرمان.
ويخلص التقرير إلى أن هذه الحركة الاحتجاجية ليست مجرد اضطراب عابر، بل تعبير عن رفض أعمق لبنية النظام السياسي والاجتماعي القائم. فالمطلب الأساسي، كما يظهر من النص، لم يعد يتمثل في إصلاحات سطحية أو برامج ظرفية، بل في إعادة نظر جذرية في أسلوب الحكم القائم على احتكار السلطة، تقييد حرية التعبير، وغياب آليات المساءلة. ويرى الموقع أن اعتماد الدولة على الجيش والشرطة أو الاكتفاء بخطابات التهدئة لن يؤدي سوى إلى زيادة الاحتقان الشعبي.
