أطلقت قوات الأمن في عاصمة مدغشقر، أنتاناناريفو، الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الشباب ما يسمى ب من “جيل زاد” (Gen Z) الذين عادوا إلى الشوارع اليوم الثلاثاء، رغم إعلان الرئيس أندريه راجولينا الاستجابة جزئيًا لمطالبهم بحلّ الحكومة.
وكان الرئيس قد ظهر على التلفزيون الرسمي يوم أمس الاثنين، مؤكّدًا رغبته في فتح حوار مع شباب “جيل زاد” حول مطالبهم الأساسية، والتي تشمل توفير المياه وإنهاء انقطاع التيار الكهربائي. كما وعد باتخاذ تدابير لدعم الشركات المتضررة من أعمال النهب.
على الجانب الآخر، عبّر منظمو الاحتجاج عبر صفحة الحركة على فيسبوك عن خيبة أملهم من خطاب الرئيس، مطالبين بالاعتذار منه ومن رئيس الوزراء المقال، وإقالة حاكم العاصمة. ورفع بعض المحتجين من جيل زد لافتات كتب عليها: “نحن بحاجة إلى الماء، نحن بحاجة إلى الكهرباء، راجولينا يرحل”.
ولم تقتصر الاحتجاجات على العاصمة، فقد شهدت بلدة فينواريفو، الواقعة على بعد 20 كيلومترًا غرب أنتاناناريفو، خروج متظاهرين من الشباب في مسيرات مماثلة.
وأفادت الأمم المتحدة بأن 22 شخصًا على الأقل قُتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين منذ بداية الاحتجاجات الأسبوع الماضي، إلا أن وزارة الخارجية المالغاشية رفضت هذه الأرقام، معتبرة أنها تستند إلى شائعات أو معلومات مضللة.
وتعد هذه المظاهرات، التي استمرت أربعة أيام واستلهمت احتجاجات جيل زد في كينيا ونيبال، الأكبر التي شهدتها جزيرة المحيط الهندي منذ سنوات، والأكثر تحديًا للرئيس راجولينا منذ إعادة انتخابه في عام 2023.
و على الصعيد الدولي، برزت حركات “جيل زاد” كقوة فاعلة في مواجهة القضايا الاجتماعية والسياسية، حيث نظم الشباب مظاهرات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بالعدالة والشفافية. ففي كينيا، أدت احتجاجات “جيل زاد” ضد زيادات الضرائب إلى رفض الحكومة توقيع قانون مالي، بينما في نيبال، أسفرت احتجاجات الشباب ضد الفساد وحظر وسائل التواصل عن استقالة رئيس الوزراء. وتُظهر هذه الأمثلة قدرة “جيل زاد” على التأثير في القرارات السياسية، مستفيدين من التنظيم الرقمي والتعبير الجماهيري على الأرض.
و يُعتبر جيل زد (Gen Z) جيل الشباب الرقمي الذي وُلد بين منتصف التسعينات ومنتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، وقد برز تأثيره في مختلف أنحاء العالم من خلال الاحتجاجات والمبادرات الاجتماعية والسياسية.
