وافق مجلس مدينة ميلانو على بيع ملعب سان سيرو التاريخي والأراضي المحيطة به إلى ناديي ميلان وإنتر ميلان مقابل (197 مليون يورو)، ما يمهد الطريق لهدمه والشروع في بناء ملعب حديث بسعة 71.500 مقعد. ويُعد القرار محطة حاسمة في مشروع ظل مطروحًا منذ عام 2019 وسط جدل واسع بين أنصار الحفاظ على هذا المعلم الرياضي والجهات التي ترى ضرورة التحديث لمواكبة متطلبات كرة القدم الأوروبية.
الملعب، الذي أنشئ سنة 1926 وخضع لتجديدات مهمة استعدادًا لكأس العالم 1990، لم يعد يلبي معايير الراحة والتجهيزات الحديثة مقارنة بملاعب القارة. وقد استعان الناديان بشركتي “فوستر+بارتنرز” و”مانيكا” للهندسة المعمارية لتصميم المنشأة الجديدة التي سترافقها مشاريع تجارية وسكنية ضمن خطة شاملة لإعادة تطوير المنطقة.
وبينما سيواصل سان سيرو احتضان المباريات مؤقتًا، إلى جانب حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة، فإن المخطط يقضي بهدمه تدريجيًا مع الحفاظ على جزء تراثي من الطابق الثاني. ومع أن رئيس بلدية ميلانو جوزيبي سالا كان قد اقترح سابقًا تجديد الملعب بدل هدمه، فإن رفض الناديين للفكرة باعتبارها “غير قابلة للتنفيذ” دفع بالسلطات إلى المصادقة على مشروعهما المشترك، خاصة بعد تلويحهما بخيار بناء ملعبين منفصلين في ضواحي المدينة.
ويُذكر أن سان سيرو، المعروف رسميًا باسم “جوزيبي مياتزا”، يُعتبر أكبر ملاعب إيطاليا بطاقة استيعاب تبلغ نحو 76 ألف متفرج، واحتضن على مدى قرن تقريبًا مباريات كلاسيكية وحفلات موسيقية كبرى. ومع تزايد الضغوط لتحسين البنية التحتية الرياضية قبيل استضافة إيطاليا لبطولة أوروبا 2032 بالشراكة مع تركيا، يمثل هذا التحول بداية لمرحلة جديدة في تاريخ كرة القدم الإيطالية.


















