أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ياسين المهدي وليد، أن مستقبل الفلاحة الجزائرية مرهون بتبني الرقمنة والابتكار كركيزتين أساسيتين لعصرنة هذا القطاع الحيوي. وشدد، خلال افتتاح الملتقى الوطني للحبوب الشتوية بقسنطينة، على أن إدماج التكنولوجيا والمعرفة الحديثة سيُمكّن من رفع المردودية وضمان الأمن الغذائي، مبرزًا في الوقت نفسه أهمية استقطاب الشباب الباحثين في الزراعة الدقيقة ودعمهم ليكونوا في صلب التحولات التي تعرفها الفلاحة الجزائرية.
وأوضح المهدي وليد، ، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وضع رؤية واضحة لتطوير القطاع، تقوم على تسوية العقار الفلاحي، ربط المستثمرات بالكهرباء، وتوفير الأسمدة.
كما أعلن وليد عن تكثيف عملية الرقمنة وتبسيط الإجراءات الإدارية، مشيرا إلى أن دراسة شاملة حول فعالية السياسات السابقة ستعرض نتائجها خلال ندوة وطنية مرتقبة نهاية أكتوبر المقبل حول عصرنة الفلاحة.
وفي السياق نفسه، أبرز وليد أهمية مشروع حقول البرهنة الذي انطلق من قسنطينة لتوفير بذور ملائمة، إلى جانب المشروع الفلاحي الكبير بالجنوب، الذي يهدف إلى تحويل الصحراء إلى قطب إنتاجي قادر على ضمان الاكتفاء الغذائي واستحداث آلاف مناصب الشغل، فضلا عن رفع مساهمة الفلاحة في الناتج الداخلي الخام.
و يُعد مشروع “حقول البرهنة” مبادرة تطبيقية أطلقتها وزارة الفلاحة الجزائرية بهدف إنشاء مساحات تجريبية لزراعة أصناف محسنة من الحبوب باستخدام تقنيات حديثة كالزراعة الدقيقة وأنظمة السقي المقتصد للمياه. وتسمح هذه الحقول باختبار مردودية البذور الجديدة ومدى تكيفها مع الظروف المناخية المحلية، على أن تُعمم نتائجها على الفلاحين لتبنيها في أراضيهم، بما يساهم في رفع الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الغذائي.
كما دعا الوزير المستثمرين والخبراء في شعبة الحبوب إلى الانخراط في هذه المشاريع الاستراتيجية، متعهدا بمرافقة الدولة لهم على المستويين التقني والمالي. وأشاد في الوقت ذاته بجهود الفقيد محمود بن بجاوي، الرئيس السابق لغرفة الفلاحة بقسنطينة، الذي كان المبادر الأول لتنظيم هذا الملتقى، قبل أن يتحول إلى موعد وطني يجمع المهنيين والباحثين وممثلي البنوك ومؤسسات التأمين.
وعلى هامش اللقاء، زار الوزير الصالون المهني المنظم بالمناسبة، وأشرف على توقيع اتفاقيات تعاون بين غرفة الفلاحة بقسنطينة والوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية، إضافة إلى مركز البحث العلمي والتقني حول المناطق القاحلة. كما واصل جولته نحو منشآت تابعة لقطاعه ولقطاع التعليم العالي.



















