شهدت السواحل الفلسطينية ومياه البحر المتوسط، خلال ليلة أمس الماضية، تصاعد التوتر إثر اعتراض القوات “الإسرائيلية” لـ«أسطول الصمود»، وهو أسطول مكوّن من عدة سفن متجهة نحو قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض منذ سنوات. وأدى الاعتراض إلى اعتقال مجموعة من الناشطين، بينهم الناشطتان الكولومبيتان مانويلا بيدويا ولونا باريتو، ما أثار ردود فعل دبلوماسية حادة من حكومة كولومبيا وعدد من المنظمات الدولية.
وفق المصادر، ضم الأسطول نحو 40–50 سفينة يشارك فيها حوالي 500 ناشط من عدة دول. وذكرت تقارير أن”إسرائيل” اعترضت 13–19 سفينة على بعد نحو 70 ميلًا بحريًا من غزة، مستخدمة التحذيرات اللاسلكية ووسائل إعاقة الاتصال، مع التأكيد على أن أي محاولة للانطلاق نحو الشواطئ ستعرض المشاركين للاعتقال. وأوضحت اللجنة المنظمة للأسطول أن السفن ستواصل الإبحار رغم الاعتراضات والتحذيرات.
وحظي تقدم أسطول الصمود عبر البحر المتوسط باهتمام دولي وأرسلت دول مثل تركيا وإسبانيا وإيطاليا قوارب أو طائرات مسيرة في حال احتاج رعاياها إلى المساعدة.
هذا و دعت أكبر نقابة عمالية في إيطاليا اليوم الأربعاء إلى إضراب عام يوم الجمعة للتضامن مع أسطول الصمود العالمي الذي يسعى إلى نقل المساعدات إلى قطاع غزة، بينما اندلعت احتجاجات في عدد من المدن في وقت متأخر من اليوم الأربعاء بعد ورود تقارير عن اعتراض أفراد عسكريين للأسطول.
و أثار الحادث غضب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الذي وصف الاعتراض بأنه «جريمة دولية»، وطالب بتحرك دبلوماسي عاجل يشمل تقديم المطالبات أمام القضاء الإسرائيلي، وإيقاف اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، وإجلاء الوفد الدبلوماسي الإسرائيلي من كولومبيا. كما شهدت بعض العواصم الأوروبية مظاهرات تضامنية مع الأسطول، بينما أصدرت دول أخرى بيانات تحث على احترام القانون الدولي وضمان سلامة الناشطين.
و يعتبر أسطول الصمود جزء من جهود دولية لكسر الحصار عن غزة، ويشارك فيه ناشطون من عدة دول يتبعون لجاناً ومنظمات دولية، ويهدف إلى توصيل مساعدات إنسانية وللفت الانتباه إلى الأوضاع الإنسانية في القطاع. وقد استُخدمت هذه المبادرات في السنوات الأخيرة كوسيلة ضغط سياسي وأخلاقي على الجهات المسؤولة عن الحصار.



















