شهدت مدينة القليعة قرب أكادير، مساء الأربعاء، حادثة دامية أودت بحياة شخصين وأصابة آخرين بعدما استخدمت قوات الأمن الأسلحة النارية لمنع محاولة اقتحام مقر للدرك الملكي ونهب أسلحتها وذخيرتها. وتشير المعطيات الواردة إلى أن المجموعة المسلحة بالسكاكين أضرت بمركبات وأجزاء من المركز قبل تدخل قوات الأمن.
الاحتجاجات التي بدأت يوم السبت، دُعيت إليها مجموعة شبان غير معروفة باسم “جيل زد 212” عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستجرام وديسكورد، وركزت في بدايتها على تحسين التعليم والرعاية الصحية.
وقد انعكس النمو السريع لحركة “جيل زد 212” على زيادة عدد أعضائها في خادم ديسكورد من نحو ثلاثة آلاف الأسبوع الماضي إلى أكثر من 130 ألفا حاليا، مما يعكس انتشار دعم الشباب لهذه التحركات.
و توسع نطاق الاحتجاجات مساء الثلاثاء ليشمل مدنًا أخرى مثل سلا وطنجة ومراكش وبلدات في منطقة سوس، حيث رشق بعض الشبان قوات الأمن بالحجارة ووقع نهب لمحلات تجارية وإحراق لمركبات الشرطة ومقرات إدارية. وفي المقابل، شهدت الدار البيضاء ووجدة وتازة مظاهرات سلمية طالب فيها المتظاهرون رئيس الحكومة عزيز أخنوش بالاستقالة ورددوا شعارات ضد الفساد.
الاحتجاجات تأتي في سياق ارتفاع معدلات البطالة في المغرب، حيث تصل نسبة البطالة العامة إلى 12.8 بالمئة، فيما تبلغ بين الشباب 35.8 بالمئة و19 بالمئة بين الخريجين، وفق المندوبية السامية للتخطيط. وتشير هذه المؤشرات إلى أن الاحتجاجات تحمل بعدًا اجتماعيًا عميقًا مرتبطًا بالمطالب الاقتصادية والتعليمية والصحية.
وزارة الداخلية أكدت على الحق في التظاهر السلمي ضمن الحدود القانونية، مع الالتزام بضبط النفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات، في حين صرحت مجموعة “جيل زد 212” بأنها ملتزمة بالاحتجاج السلمي وأن النزاع مع الحكومة فقط وليس مع قوات الأمن.
وحتى الآن، تم احتجاز 409 أشخاص على خلفية الاضطرابات، وسيُحاكم 193 منهم بتهم تشمل الحرق والنهب ومهاجمة قوات الأمن، مع الإفراج عن غالبية المحتجزين بكفالة.
تشير التطورات الأخيرة إلى تحول الاحتجاجات من حركات شبابية سلمية إلى اضطرابات واسعة النطاق في مناطق متعددة، مما يعكس عمق الاستياء الاجتماعي وأهمية الاستجابة لمطالب الشباب بشكل عاجل للحيلولة دون تصاعد العنف مستقبلاً.
المصدر: رويترز



















