شهدت عدة مدن مغربية، منذ السبت 27 سبتمبر 2025، موجة احتجاجات يقودها شباب حركة “جيل زد 212″، مطالبين بتحسين قطاعي الصحة والتعليم، ومكافحة الفساد، وتوفير فرص العمل. وتواصلت الاحتجاجات يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025، حيث خرج المتظاهرون مجددًا إلى الشوارع مطالبين بتحسين الخدمات العامة، في خطوة تظهر استمرار الزخم الشعبي على الرغم من مرور أيام عدة على انطلاق الحراك.
و شهدت الاحتجاجات في المغرب تصعيدًا ملحوظًا، حيث تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع تُظهر قيام بعض المحتجين بحرق صور الملك محمد السادس.
في تطور آخر، أصدرت وزارة الداخلية المغربية بيانًا أعلنت فيه عن إصابة 354 شخصًا، بينهم 326 من قوات الأمن، خلال اشتباكات وقعت في ليلة الأربعاء 2 أكتوبر 2025. كما تم توقيف 409 أشخاص، بعضهم استخدم أسلحة بيضاء وزجاجات حارقة وحجارة. الاحتجاجات أسفرت عن خسائر مادية جسيمة، شملت إحراق وإتلاف 142 عربة أمنية و20 سيارة خاصة، بالإضافة إلى اقتحام مؤسسات حكومية وبنوك ومتاجر ووقوع أعمال نهب وتخريب.
و لقي ثلاثة أشخاص حتفهم خلال الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن مغربية في اليومين السابقين. ووصف أخنوش هذه التطورات بأنها “مؤسفة”، وأكد على ضرورة الحوار لمعالجة الأوضاع.
وتجاوزت مطالب المحتجين الجوانب الاجتماعية، لتشمل دعوات سياسية تتعلق بإقالة الحكومة الحالية وتوجيه رسائل مباشرة إلى الملك محمد السادس، في ظل شعور واسع بين الشباب بأن الحكومة لم تستجب لتطلعاتهم الاقتصادية والاجتماعية.
هذا و امتد الحراك أيضًا إلى المؤسسات التعليمية، حيث ظهرت مقاطع مصورة لطلاب كلية الطب في الرباط يخلعون ستراتهم البيضاء تضامنًا مع الاحتجاجات، في علامة على تعاطف جزء من القطاع التعليمي مع الحركة الشعبية. في المقابل، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بعض المقاطع التي زُعم أنها تظهر تدخل الجيش لفض الاحتجاجات، لكن التحقيقات أكدت أن هذه المقاطع قديمة ولا علاقة لها بالأحداث الجارية.
ويستمر الوضع حتى اليوم في مدن متعددة، مع دعوات من حركة “جيل زد 212″، للالتزام بالسلمية والتظاهر ضمن حدود القانون.



















