اثار المحلل العسكري الفرنسي هرفي كاراس (Hervé Carresse)، في حديث لقناة TV Libertés (TVL)، شكوكًا حول حادث سقوط 19 طائرة مسيّرة فوق الأراضي البولندية، معتبرًا أن ما يجري “يشبه تمامًا حملة تضليل أو دعاية منظمة من قبل جهة أو وكالة متخصصة”.
وقال كاراس إن الصور المتاحة لحطام الطائرات المسيرة في بولندا تشير إلى أن نماذجها وتقنياتها لا تتطابق مع المعدات العسكرية الروسية المعروفة، مضيفًا أن مدى هذه الطائرات لا يسمح بانطلاقها من الأراضي الروسية، ما يعزز فرضية “العملية المركبة” أو الـ“false flag” التي تهدف إلى خلق حالة تعبئة إعلامية وسياسية ضد موسكو داخل فضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو).
يُستخدم مصطلح “العملية تحت راية كاذبة” أو “False Flag” لوصف أسلوبٍ معروف في العمل الاستخباراتي والعسكري، يقوم على تنفيذ هجوم أو حادث متعمّد يُنسب زيفًا إلى طرف آخر من أجل تبرير رد فعل سياسي أو عسكري، أو لتوجيه الرأي العام نحو عدوٍّ محدد. تعود جذور المصطلح إلى القرن السابع عشر في المجال البحري، حيث كانت بعض السفن ترفع علماً مزيّفاً لخداع خصومها قبل شنّ الهجوم، ثم تكشف عن علمها الحقيقي بعد بدء المعركة.
وأشار الخبير الفرنسي إلى أن هذا النمط من العمليات يذكّر بحملات التضليل الإعلامي التي سُجلت قبل غزو العراق سنة 2003، حين تمّ استخدام روايات دعائية لتبرير التدخل العسكري.
ويُعرف هرفي كاراس بكونه خبيرًا في الشؤون الدفاعية والأمنية، عمل سابقًا ضمن دوائر التحليل العسكري الفرنسي، وله إطلالات دورية في القنوات المستقلة لمناقشة الملفات الجيوسياسية.
في العصر الحديث، أصبح مفهوم “العملية تحت راية كاذبة” يُستخدم لوصف عمليات دعائية أو استخباراتية تُصمَّم بعناية لتبدو كأنها من تنفيذ جهة معينة، بينما الحقيقة أن جهة أخرى هي من خططت ونفذت بهدف خلق ذريعة سياسية أو أمنية. وغالباً ما تُستعمل هذه العمليات في سياقات الصراعات الدولية أو الحملات الإعلامية الكبرى لتشكيل رواية موجهة للرأي العام تخدم مصالح محددة، سواء عبر تضخيم حدث، أو اختلاقه بالكامل.



















