أعلنت شركة قطر للطاقة “Qatar Energy” أنها توصلت إلى اتفاق مع شركة شل للاستحواذ على حصة 27٪ في امتياز شمال كليوباترا البحري في مصر. وتمثل الصفقة امتدادًا لاستراتيجية التوسع التي تنتهجها الدوحة في مجال النفط والغاز، لا سيما في شرق البحر المتوسط، وتعد من الصفقات البارزة خلال الفترة الأخيرة.
يشمل التوزيع المقترح لحصص الملكية بعد الصفقة: شل مشغّلة بنسبة 36٪، قطر للطاقة 27٪، شيفرون 27٪، وشركة ثروة للبترول المصرية 10٪. وتمتد منطقة “شمال كليوباترا” على أكثر من 3400 كيلومتر مربع، ويُتوقع أن تكون أعمال الحفر فيها في أعماق قد تتجاوز 2600 متر، ما يجعلها من المناطق البحرية ذات التحديات الفنية المرتفعة.
و تأسست قطر للطاقة (QatarEnergy)، التي عام 1974 وتُدار من العاصمة الدوحة، أحد أضخم منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم. تدير الشركة 14 قطار تسييل بطاقة إنتاجية تصل إلى 77 مليون طن سنويًا، وتسعى لرفعها إلى 110 ملايين طن في عام 2026، ثم إلى 126 مليون طن بحلول 2027، ضمن مشروع توسعة حقل الشمال العملاق الذي يُعتبر الأكبر عالميًا باحتياطيات تتجاوز 1,740 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز، أي ما يعادل نحو 384 مليار برميل مكافئ نفطي من الهيدروكربونات المؤكدة.
و تخضع صفقة قطر للطاقة في امتياز “شمال كليوباترا” لموافقة السلطات المصرية المعنية، وتأتي بعد استحواذ قطر للطاقة على حصة في امتياز “شمال الضبعة” العام الماضي، مما يعكس رغبة مشتركة في تعزيز التعاون القطري-المصري في قطاع الاستكشاف البحري. وتُعد هذه الخطوة فرصة لتعزيز القدرات الفنية والتقنية بفضل مشاركة شركة بحجم قطر للطاقة، وتوفير نقل تكنولوجيا واختصاصات محلية.
من المتوقع أن تؤدي هذه الشراكة إلى تسريع عمليات الاستكشاف والحفر التجريبي إذا أظهرت البيانات وجود احتياطيات تجارية من النفط أو الغاز. كما يُنتظر أن تُسهم في تحسين دخل مصر من مواردها الطبيعية، وتعزيز أمن الطاقة، لا سيما في ظل الأهمية الاستراتيجية لحوض شرق البحر المتوسط في توفير الغاز الطبيعي وربطه بأسواق أوروبا المتعطشة للموارد الطاقوية.
وتنشط قطر للطاقة في مجالات متعدّدة تشمل النفط الخام، والغاز المسال، والهيليوم، والبتروكيميائيات، إلى جانب مشاريع الطاقات النظيفة وتطوير محطات الطاقة الشمسية. كما تواصل الشركة توسيع استثماراتها الخارجية في آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتبرم اتفاقات استراتيجية طويلة الأمد مع شركات كبرى مثل “شل” و”توتال إنرجي” و”إيني”. وتُسهم هذه المشاريع في تعزيز مكانة قطر كقوة طاقوية عالمية، إذ تمثل صادرات الغاز المسال القطرية أكثر من 20% من السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال (LNG).


















