تواصل ظاهرة الانتحار في كوريا الجنوبية إثارة القلق، حيث سجلت البلاد 7,067 حالة انتحار خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، وفقًا لبيانات هيئة الإحصاء الكورية (KOSIS). ويُفهم أن هذه الأرقام تمثل انخفاضًا طفيفًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لكنها تؤكد استمرار الانتحار كأحد الأسباب الرئيسية للوفاة في البلاد.
و تشير بيانات (KOSIS). إلى أن الفئات العمرية في الخمسينيات من العمر سجلت أعلى نسبة بين حالات الانتحار، بنسبة 22.4%، تليها الفئات الأربعينية (19%) والستينية (15.1%)، فيما شكلت الفئات الشابة من الثلاثينيات والسبعينيات نسبًا أقل بلغت 13.5% و9.8% على التوالي. ويُستنتج من هذه الإحصاءات أن الظاهرة تؤثر على مختلف الفئات العمرية، لكنها تمثل تحديًا أكبر للفئات الناضجة في المجتمع.
و سجلت كوريا الجنوبية خلال عام 2024 أعلى معدل انتحار منذ 2011، إذ بلغ عدد الحالات 14,872 شخصًا، بزيادة قدرها 6.3% عن العام السابق. وتظهر الدراسات أن الانتحار يمثل السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب في العشرينات من العمر، كما يشكل نسبة كبيرة من الوفيات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و39 عامًا.
في مواجهة هذه الأزمة، أطلقت الحكومة الكورية خطة العمل الخامسة للوقاية من الانتحار (2023–2027)، والتي تهدف إلى خفض معدل الانتحار إلى 18.2 حالة لكل 100,000 شخص بحلول عام 2027، أي بتخفيض نحو 30% مقارنة بمعدل عام 2021 البالغ 26 حالة لكل 100,000 شخص. إلا أن الدراسات التحليلية تشير إلى أن تحقيق هذا الهدف سيكون صعبًا، مع استمرار التحديات الاجتماعية والنفسية التي تساهم في استمرار الظاهرة.
يبدو من المعطيات أن مكافحة الانتحار في كوريا الجنوبية تتطلب جهودًا شاملة تجمع بين السياسات الحكومية، والدعم النفسي والاجتماعي، وتوعية المجتمع بأهمية الصحة النفسية، لتقليل معدلات الانتحار وحماية الفئات الأكثر عرضة لهذه الظاهرة.
المصادر:



















