في تطور غير مسبوق على الساحة السياسية الفرنسية، أعلن سيباستيان لوكورنو، رئيس الوزراء الجديد، استقالته اليوم الاثنين بعد مرور 14 ساعة فقط على تعيين حكومته، في خطوة فاجأت الأوساط السياسية وأثارت صدمة داخل فرنسا وخارجها.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية في بيان مقتضب أن لوكورنو “قدم استقالة حكومته إلى رئيس الجمهورية، الذي قبلها”، ما يعكس حجم الاضطراب الذي تشهده السلطة التنفيذية في باريس.
الاستقالة جاءت عقب ردود فعل غاضبة من الحلفاء والمعارضين على حد سواء، إذ اعتبرت التشكيلة الحكومية الجديدة “يمينية أكثر من اللازم” بالنسبة للبعض، و”غير حازمة بما فيه الكفاية” بالنسبة لآخرين، مما زاد من حدة الانقسام السياسي داخل البرلمان الذي لا يملك فيه أي حزب أغلبية واضحة.
وشهدت الأسواق الفرنسية تراجعًا حادًا عقب الإعلان، حيث انخفضت الأسهم واليورو وسط قلق المستثمرين من اتساع الأزمة السياسية.
وكان لوكورنو، أحد أقرب المقربين من الرئيس إيمانويل ماكرون، قد كلّف بتشكيل الحكومة قبل أسابيع فقط، ليصبح خامس رئيس وزراء في عهد ماكرون خلال عامين، في وقت تعاني فيه فرنسا من شلل سياسي متزايد منذ الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها الرئيس العام الماضي.
تأتي هذه الاستقالة لتعمّق أزمة الحكم في فرنسا وتفتح الباب أمام مزيد من الغموض حول مستقبل الحكومة والبرلمان، في ظل وضع سياسي لم تعرفه الجمهورية الحديثة منذ عقود.
المصدر: رويترز
