أعلنت لجنة نوبل في معهد كارولينسكا السويدي، اليوم الاثنين، عن فوز العالمة ماري برونكو والعالمين فريد رامسديل وشيمون ساكاجوتشي بجائزة نوبل في الطب لعام 2025، تقديرًا لإسهاماتهم الرائدة في فهم آليات التحمل المناعي الطرفي، وهي العملية التي تُمكّن الجهاز المناعي من التمييز بين الخلايا الذاتية والعناصر الغريبة بعد بلوغ مرحلة النضج.
وتُعدّ هذه الأبحاث خطوة محورية في مجال علم المناعة، إذ ساهمت في توضيح كيفية عمل الجهاز المناعي على منع الاستجابات الذاتية التي قد تؤدي إلى أمراض مناعية مثل الذئبة أو التهاب المفاصل الروماتويدي. كما فتحت آفاقًا جديدة لتطوير علاجات موجهة للأمراض المزمنة، ولتعزيز فعالية اللقاحات والعلاجات المناعية.
ويحصل الفائزون على جائزة نوبل في الطب على مبالغ مالية قدرها (11 مليون كرونة سويدية)، أي ما يعادل نحو (1.2 مليون دولار أمريكي)، إضافة إلى ميدالية ذهبية تُمنح لهم من ملك السويد خلال حفل رسمي في ديسمبر المقبل.
تُعدّ الباحثة الأمريكية ماري برونكو من الوجوه البارزة في علم المناعة الجزيئية، حيث أسهمت في اكتشاف الدور المحوري لجين FOXP3 في تنظيم الجهاز المناعي ومنع مهاجمته لأنسجة الجسم. وقد مثّل هذا الاكتشاف خطوة مفصلية لفهم أمراض المناعة الذاتية النادرة مثل متلازمة IPEX. تعمل برونكو بمعهد Institute for Systems Biology في سياتل، وكرّست أبحاثها لفهم كيف يتعلم الجهاز المناعي التمييز بين “الذات” و”الآخر”، وهو ما منحها جائزة نوبل في الطب لعام 2025 تقديراً لمساهمتها في تفسير آليات “التحمل المناعي الطرفي”.
فيما يُعدّ العالم الأمريكي فريد رامسديل أحد أبرز الأسماء في أبحاث المناعة الحديثة، إذ لعب دوراً محورياً في تحديد كيفية عمل الخلايا التائية التنظيمية (Tregs) التي تحافظ على توازن الجهاز المناعي. قاد رامسديل فرق بحث في مؤسسات علمية وشركات متخصصة مثل ZymoGenetics وSonoma Biotherapeutics، حيث ساهمت أبحاثه في تطوير علاجات واعدة لأمراض المناعة والسرطان. نال جائزة نوبل في الطب لعام 2025 إلى جانب زميليه تقديراً لدوره في توضيح الأسس الجزيئية لما يُعرف بـ”التحمل المناعي الطرفي”، وهو المفهوم الذي غيّر الفهم التقليدي لاستجابات الجسم الدفاعية.
و يُعتبر البروفيسور الياباني شيمون ساكاجوتشي من روّاد علم المناعة المعاصرين، إذ كان أول من اكتشف الخلايا التائية التنظيمية في تسعينيات القرن الماضي، مؤكداً أنها تمثل “صمام الأمان” للجهاز المناعي. يشغل ساكاجوتشي منصب أستاذ بجامعة أوساكا ومدير مركز أبحاث الخلايا التائية، حيث واصل تطوير أبحاثه حول التسامح المناعي وتطبيقاته في علاج السرطان والأمراض المزمنة. وقد كُرّم بجائزة نوبل في الطب لعام 2025 تقديراً لدوره الريادي في تأسيس مفهوم “التحمل المناعي الطرفي” الذي يفسر قدرة الجسم على ضبط استجاباته الدفاعية بدقة متناهية.


















