في حدث غير مسبوق في التاريخ السياسي الحديث لفرنسا، أعلن رئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو استقالته بعد نحو 14 ساعة فقط من تشكيل حكومته، لتدخل البلاد مرحلة جديدة من الارتباك السياسي وتطرح تساؤلات حادة حول مستقبل النظام التنفيذي في ظل الانقسامات الحادة داخل البرلمان.
استقالة،لوكورنو التي قبلها الرئيس إيمانويل ماكرون على الفور، جاءت نتيجة غضب واسع من تشكيل الحكومة الجديدة، حيث اعتبرتها المعارضة “يمينية أكثر من اللازم”، بينما رأى بعض الحلفاء أنها “لم تكن يمينية بما يكفي”، ما أدى إلى تفاقم الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أشهر.
السيناريو الأول: انتخابات تشريعية مبكرة
يبدو أن خيار حلّ الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات مبكرة يظل مطروحًا بقوة، خصوصًا في ظل فشل التحالف الحاكم في تشكيل أغلبية مستقرة. هذا السيناريو يحمل مخاطر كبيرة لماكرون، إذ قد يفتح الباب أمام صعود أحزاب اليمين المتطرف أو اليسار الراديكالي.
السيناريو الثاني: حكومة تصريف أعمال أو تكنوقراط
من المرجح أن يتم اللجوء إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال مؤقتة تدير شؤون البلاد ريثما يتم التوصل إلى توافق سياسي. مثل هذا الخيار قد يخفف التوتر مؤقتًا، لكنه لن يحلّ جذور الأزمة، خاصة مع ضغط الملفات الاقتصادية والاجتماعية.
السيناريو الثالث: تعديل حكومي عاجل
قد يختار ماكرون إعادة تشكيل الحكومة بسرعة، مع إعادة توزيع الحقائب المثيرة للجدل أو استبعاد بعض الأسماء التي فجّرت الخلافات، في محاولة لاستعادة الثقة وتهدئة الأجواء دون تغيير رئيس الوزراء.
السيناريو الرابع: تجاوز البرلمان عبر الصلاحيات الدستورية
في حال استمرار الانسداد، يمكن للرئيس اللجوء إلى المادة 49.3 من الدستور لتمرير القوانين دون تصويت برلماني مباشر، وهو خيار محفوف بالمخاطر السياسية، إذ قد يزيد من حدة المواجهة مع المعارضة والشارع الفرنسي.
السيناريو الخامس: تصاعد الشارع وانهيار الثقة
الاستقالة المفاجئة قد تُحفّز احتجاجات جديدة في الشارع، خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية. كما انعكست الأزمة سريعًا على الأسواق المالية، حيث هبطت الأسهم الفرنسية وتراجع اليورو أمام الدولار، ما يؤشر على اهتزاز ثقة المستثمرين.
و تُظهر الأزمة الحالية أن فرنسا تعيش واحدة من أكثر مراحلها السياسية هشاشة منذ عقود. فبين برلمان منقسم، ومعارضة متأهبة، ورئيس يبحث عن مخرج من مأزق داخلي معقد، يبدو أن باريس تتجه نحو مرحلة اختبار حقيقي لمتانة مؤسساتها الديمقراطية وقدرتها على امتصاص الصدمات السياسية.



















