تُعد محافظة البحر الأحمر من أبرز الوجهات السياحية في مصر والعالم، حيث تستقبل مدنها الرئيسية مثل الغردقة ومرسى علم وسفاجا أكثر من 5 ملايين سائح أجنبي سنويًا، معظمهم من الجنسيات الأوروبية، خاصة الروسية والألمانية. وتشكل هذه الأعداد الضخمة فرصة اقتصادية هامة يمكن استثمارها لتصبح محركًا لدعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز المنتجات المحلية، وفتح أبواب الاستثمار المستدام، بما يتجاوز العائد المباشر من السياحة.
وأكد خبراء السياحة والاقتصاد على ضرورة تطوير البنية التحتية التجارية في المحافظة، عبر إنشاء مولات وأسواق متخصصة تعرض المنتجات المصرية الزراعية والصناعية والحرفية. وأوضح ماجد القاضي، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السياحة، أن تعزيز تجربة التسوق للسائح يمكن أن يزيد من إنفاقه، مشيرًا إلى أن المنتجات الزراعية مثل التمور والمانجو والعسل، إلى جانب الصناعات اليدوية والسجاد التقليدي، تحظى بإقبال كبير بين السياح الأوروبيين.
وأشار الدكتور حسام شلبي، خبير اقتصادي، إلى أن رفع متوسط إنفاق السائح من 800 إلى 1200 دولار يمكن أن يضيف نحو مليار دولار سنويًا للاقتصاد المصري، فيما شدد الدكتور أسامة عمارة، عميد كلية الألسن بجامعة الغردقة، على البعد الاجتماعي لهذا النشاط، من خلال توفير فرص عمل مباشرة لصغار التجار والحرفيين، وتعزيز التبادل الثقافي بين السياح والمجتمعات المحلية.
كما أكد عصام علي، نائب رئيس غرفة العاديات والبازارات السياحية، على أهمية استثمار هذه الأعداد الضخمة في الترويج للمنتجات المصرية وتحويل السياحة إلى قاطرة اقتصادية شاملة، فيما أشار المهندس أنطونيوس صلاح إلى أن المنتجات العضوية، والملابس القطنية، والمشغولات اليدوية يمكن أن تجد سوقًا واعدًا ضمن التجربة السياحية المتكاملة.
ويأتي ذلك ضمن رؤية مصرية لتطوير السياحة لتصل إلى 30 مليون سائح في السنوات المقبلة، مع ضمان استدامة الموارد وتعظيم القيمة الاقتصادية والاجتماعية لهذه التدفقات البشرية.
المصدر: المصري اليوم
