تزامن الحديث عن الفنانة نجاح سلام وأغنيتها الخالدة “سوريا يا حبيبتي” مع أجواء الاحتفال بعيد النصر في سوريا، حيث استُعيدت الأغنية في العديد من الفعاليات الثقافية والفنية التي أقيمت بهذه المناسبة الوطنية.
صاحبة الأغنية الخالدة “سوريا يا حبيبتي” هي الفنانة اللبنانية نجاح سلام، إحدى أعذب وأصدق الأصوات في تاريخ الغناء العربي، التي جمعت في مسيرتها الطويلة بين العاطفة الفنية والالتزام الوطني، لتصبح رمزًا للأغنية الملتزمة في لبنان وسوريا ومصر على حدّ سواء.
و تُعد أغنية “سوريا يا حبيبتي” من أبرز الأعمال الوطنية التي قدمتها نجاح سلام، وقد أبصرت النور في بداية السبعينيات خلال فترة المدّ القومي العربي، لتتحول إلى أيقونة في الوجدان السوري، بل وإلى ما يشبه نشيدًا وطنيًا غير رسمي تتوارثه الأجيال في سوريا.
الأغنية من كلمات الشاعر فخري البارودي، ولحّنها الموسيقار أحمد قعبور، وجاء أداؤها مفعمًا بالصدق والعاطفة، يحمل قوة الانتماء وحنين الأرض والوطن. ومنذ بثّها التلفزيون السوري لأول مرة ضمن إنتاج وطني خاص، رسخت الأغنية في الذاكرة الجماعية بوصفها رسالة حب أبدية لسوريا.
وُلدت نجاح سلام في بيروت عام 1931 في بيتٍ عريق يجمع بين الدين والفن، فهي ابنة الموسيقي محيي الدين سلام وحفيدة المفتي عبد الرحمن سلام. بدأت مشوارها الفني من القاهرة عام 1948، حيث سطع نجمها سريعًا لتصبح من أبرز الأصوات النسائية في العالم العربي.
سلام قدّمت خلال مسيرتها عشرات الأغاني الوطنية والعاطفية، أبرزها “يا أغلى اسم في الوجود يا مصر” التي غنتها أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، لتغدو من رموز الغناء الوطني المصري، إلى جانب روائعها العاطفية مثل “ميل يا غزيل” و**”عايز جواباتك”** و**”بدي عريس”**.
كما شاركت في عدد من الأفلام المصرية إلى جانب كبار نجوم السينما، مثل «على كيفك» و*«ابن ذوات»* و*«الكمساريات الفاتنات»*. ونظرًا لإسهاماتها الواسعة في خدمة الفن العربي، مُنحت الجنسية المصرية عام 1974 تقديرًا لعطائها الفني ودعمها للأغنية الوطنية.
رحلت نجاح سلام عام 2023 عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من سبعة عقود. نالت خلالها وسام الاستحقاق اللبناني برتبة فارس، ولقبت بـ**”عاشقة مصر”**، وظلت حتى آخر أيامها رمزًا للفن الأصيل والعروبة الصادقة. ورغم رحيلها، ما زال صوتها يصدح في الذاكرة العربية، شاهدًا على زمنٍ غنّى فيه الفنّ للحبّ، وللأوطان، وللإنسان.
