هزّت سلسلة من الانفجارات الخفيفة صباح اليوم حيّ الحكم بباريس بعد اندلاع حريق في شاحنة صغيرة قبالة مقرّ رئاسة الحكومة (Hôtel de Matignon) في شارع Rue de Varenne، ما دفع فرق الإطفاء والشرطة إلى إغلاق محيط المكان وفرض طوق أمني بانتظار تحقيقات الجهات المختصّة.
وقَطَع الشهود على مسمعهم ثلاث «دَتْوِينات» أو انفجارات صغيرة قبل اشتعال اللهب في المركبة، بحسب تقارير صحفية ومصادر ميدانية أولية؛ وأوضحت تحقيقات مبدئية أن الشاحنة كانت محمّلة بأسطوانات وعبوات (من بينها علب بخاخ/ايروسول) تعود لشركة تعمل في صيانة الإنارة العامة، ما قد يفسّر أصوات الانفجارات الصغيرة التي سُمعت أثناء تفحّم محتوياتها. ولم تُسجّل إصابات بشرية حتى لحظة كتابة الخبر.
وصلت وحدات الإطفاء بسرعة إلى المكان وتمكّنت من إخماد الحريق في وقت وجيز، فيما تولّت فرقة المتفجرات فحص بقايا المركبة للتحقّق مما إذا كانت الانفجارات ناجمة عن اشتعال عبوات الغاز/البخاخات أو عن خلل ميكانيكي في تجهيزات الشاحنة. وفتحت الشرطة تحقيقًا أوليًا لمعرفة ملابسات الحادث وإمكانية استغلال المركبة لعملية عدائية، مع تكثيف مراقبة المباني الحكومية القريبة حتى استكمال الفحوص.
جرت الحادثة في توقيت حساس سياسيًا؛ إذ تزامنت مع حركة سياسية داخلية ولقاءات رفيعة المستوى كان من المفترض أن تُعقد بمحيط ماتينون بعد استقالة أو استقالة معلنة لرئيس الحكومة (تغطية دولية أشارت إلى أن الحادث وقع بعد إعلان استقالة الوزير/رئيس الحكومة)، الأمر الذي زاد من حذر الأجهزة الأمنية وأثار تداولا واسعًا في المواقع الإخبارية والشبكات الاجتماعية. إلا أن المصادر الرسمية دعت إلى التحلي بالحذر وعدم القفز إلى استنتاجات قبل انتهاء التقارير الفنية.
طالبت الشرطة السكان بعدم الاقتراب من المكان والإبلاغ فوريًا عن أي جسم مشبوه، بينما شدّدت رئاسة الحكومة على أن المبنى لم يتعرض لأي أضرار جوهرية وأنّ سلامة الموظفين والمارة لم تُصب بأذى. وترجّح التحقيقات القادمة تحديد سبب الحريق—ميكانيكي أم مرتبطًا بالمحتوى القابل للاشتعال داخل الشاحنة—قبل الإعلان عن أي نتيجة نهائية.
المصدر: وسائل اعلام فرنسية
