شهدت مناطق في شمال مصر مطلع هذا الأسبوع فيضانات شديدة نتيجة ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، ما أدى إلى غمر منازل وحقول، واضطرار السكان إلى التنقل بالقوارب. وفي قرية دلهمو بمحافظة المنوفية على بعد نحو 50 كيلومتراً شمال غرب القاهرة، استخدم السكان المجاديف للإبحار عبر ممرات ضيقة محاطة بالمياه التي وصلت إلى مستوى الركبة في بعض المنازل، وسط خسائر في الممتلكات الزراعية والمنزلية. وأكد الصياد سعيد جميل أن هذه الفيضانات تفوق مستويات الأعوام السابقة، مضيفاً: “المياه ياما (زائدة) السنة دي.. كانت الأول بتيجي يومين وتروح متدلى (تنحسر)”.
وتأتي هذه الفيضانات المتأخرة على خلفية الأمطار الموسمية في هضاب إثيوبيا، والتي عادة ما تبلغ ذروتها في شهري يوليو وأغسطس، وامتدت عبر السودان إلى مصر هذا العام. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن الفيضانات في بحري بولاية الخرطوم شردت نحو 1200 أسرة ودمرت منازل، مما زاد من تداعيات النزاع المستمر منذ 18 شهراً.
واتهمت وزارة الموارد المائية والري المصرية إثيوبيا بإجراءات أحادية في إدارة سد النهضة، مشيرة إلى تصريف كميات ضخمة من المياه خلال سبتمبر، وصلت إلى 780 مليون متر مكعب يوم 27 من الشهر، ما أفضى إلى فيضان صناعي مفتعل. من جهتها، نفت الحكومة الإثيوبية هذه الاتهامات، مؤكدة أن السد ساهم في تقليل أضرار الأمطار الغزيرة وأن هدفه كان التنمية وتوليد الكهرباء، بسعة تخزينية تصل إلى 74 مليار متر مكعب وقدرة إنتاجية تبلغ 5150 ميجاوات.
وأشار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى أن السلطات كانت تتوقع تدفقات مائية أعلى من المعتاد، محذراً من خطورة الأراضي المنخفضة في محافظتي المنوفية والبحيرة، فيما تم نشر فرق طبية لمواجهة الطوارئ، بينما ينتظر السكان في دلهمو وصول المساعدات في ظل استمرار غمر المياه لمنازلهم.
