رغم تاريخها العريق في عالم الفن السابع، لا تزال الجزائر تسعى لإعادة إحياء قاعات السينما التي شكّلت جزءًا من ذاكرتها الثقافية. فبعد أن كانت البلاد تضم أكثر من (450) قاعة في سبعينيات القرن الماضي، تقلّص العدد تدريجيًا بسبب الإهمال والتقادم، حتى باتت القاعات النشطة لا تتجاوز بضع عشرات في بعض المدن الكبرى.
ووفق بيانات موقع RentechDigital، بلغ عدد دور السينما المسجّلة في الجزائر نحو (183) قاعة حتى مايو 2025، بينها (51) في العاصمة وحدها، فيما تشير تقديرات أخرى لموقع POIdata إلى وجود ما يقارب (255) دارًا عبر الولايات الثماني والأربعين. أما المركز الجزائري للسينماتوغرافيا فيدير (14) قاعة فقط، منها (11) نشطة وثلاث مغلقة بانتظار الترميم.
ورغم محاولات وزارة الثقافة والفنون لإعادة بعث النشاط السينمائي، لا تزال التحديات التقنية والإدارية قائمة، خاصة أن عدداً كبيراً من القاعات التابعة للبلديات أو القطاع العام تعاني من غياب التجهيزات الحديثة أو ضعف التمويل. ومع ذلك، تسجّل السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من القطاع الخاص للاستثمار في العروض الرقمية والمراكز التجارية.
وتبقى هذه الأرقام مؤشرًا على الفجوة بين ماضٍ سينمائيٍّ مزدهر وحاضرٍ يبحث عن هوية جديدة تواكب التحوّلات الرقمية وتعيد للسينما الجزائرية مكانتها في المشهد الثقافي الوطني.



















