ستعد روسيا لاحتضان أول قمة روسية-عربية في تاريخ العلاقات بين الجانبين، والمقرر عقدها في 15 أكتوبر 2025 بالعاصمة موسكو، بمشاركة قادة وممثلين عن 22 دولة عربية أعضاء جامعة الدول العربية. وتهدف القمة إلى تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية بين موسكو والعواصم العربية، إلى جانب مناقشة القضايا الإقليمية الكبرى مثل الاستقرار في الشرق الأوسط وأمن الطاقة والتعاون في مجالات الغذاء والنقل والذكاء الاصطناعي. وقد دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميًا جميع القادة العرب، مؤكدًا أن “الغالبية الساحقة” من الدول أكدت حضورها.
وتُعد قمة روسيا-الدول العربية حدثًا استثنائيًا بالأرقام؛ إذ تجمع أكثر من 500 مسؤول وممثل حكومي من العالم العربي، إضافة إلى كبار المسؤولين الروس، في خطوة ترسخ الحضور الروسي في المنطقة. كما تشير التقارير إلى أن القمة ستركز على توقيع اتفاقيات اقتصادية متعددة، وتفعيل مشاريع في مجالات الطاقة والاستثمار والبنى التحتية. ويرى مراقبون أن موسكو تسعى من خلال هذا اللقاء التاريخي إلى بناء جسر استراتيجي جديد مع العالم العربي، يعيد رسم التوازنات الدبلوماسية والاقتصادية في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة.
وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدعوات وُجّهت إلى جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، إلى جانب الأمين العام للجامعة. ويُنتظر أن تشهد القمة حضورًا رفيع المستوى من عدة عواصم عربية، أبرزها الجزائر التي أكد سفير روسيا لديها توجيه الدعوة الرسمية للرئيس عبد المجيد تبون، وسوريا التي أشار الكرملين إلى أن سلطاتها الجديدة ستشارك رسميًا في القمة.
كما يُرتقب حضور ممثلين عن دول مجلس التعاون الخليجي، بعد إعلان وزير الخارجية الروسي أن “معظم قادة الخليج” سيشاركون في الحدث. وفي السياق ذاته، أكدت سلطنة عمان استلامها الدعوة خلال لقاء جمع بوتين بالسلطان هيثم بن طارق، ما يعكس اهتمام موسكو بترسيخ حضورها في منطقة الخليج.
وتأتي قمة روسيا-الدول العربية في ظرف دولي دقيق، تسعى فيه روسيا إلى تعزيز شراكاتها خارج الإطار الغربي، بينما تنظر الدول العربية إلى التعاون مع موسكو كخيار استراتيجي متوازن ضمن تحولات النظام الدولي.
المصدر: وكالات



















