أُعلن اليوم 8 أكتوبر 2025 عن فوز العالم الفلسطيني الأصل عمر مونس ياغي “Omar Mins Yaghi” بجائزة نوبل للكيمياء، تكريمًا لأبحاثه الرائدة في مجال الهياكل المعدنية العضوية (MOFs) وتطبيقاتها في تخزين الغازات وتحفيز التفاعلات الكيميائية. ويُعد ياغي من أبرز العلماء العرب الذين تركوا بصمة مؤثرة في المشهد العلمي العالمي.
جاء هذا التتويج في إطار إعلان الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم عن منح الجائزة لثلاثة علماء ساهموا في تطوير الأطر العضوية المعدنية، وهي مواد نانوية ذات هياكل مسامية فريدة تتيح تخزين الغازات وفصلها وتحفيز التفاعلات الكيميائية بكفاءة عالية. وتشكل هذه المواد نقلة نوعية في التطبيقات الصناعية والبيئية، مثل التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزين الهيدروجين وتنقية المياه.
وُلد عمر مونس ياغي في 9 فبراير 1965 بمدينة عمّان الأردنية في عائلة فلسطينية لاجئة. حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة ولاية نيويورك – ألباني عام 1985، ثم نال الدكتوراه في الكيمياء غير العضوية من جامعة إلينوي في إربانا–شامبين عام 1990، قبل أن يعمل زميلاً في جامعة هارفارد ضمن برنامج مؤسسة NSF.
على الصعيد الأكاديمي، شغل ياغي مناصب تدريسية وبحثية في جامعة أريزونا الحكومية وجامعة ميشيغان وجامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس (UCLA)، قبل أن ينتقل عام 2012 إلى جامعة كاليفورنيا في بيركلي، حيث يشغل حاليًا كرسي James and Neeltje Tretter في الكيمياء. كما أسس وشارك في إدارة عدة مراكز بحثية، أبرزها معهد الطاقة النانوية (Kavli ENSI) ومعهد العلوم العالمية في بيركلي، ومعاهد أخرى للتعاون الأكاديمي والصناعي.
يُعرف ياغي بصفته رائد “الكيمياء السلكية” (Reticular Chemistry)، وهو المجال الذي ابتكر فيه مواد نانوية جديدة تُعرف باسم الهياكل المعدنية العضوية (MOFs) والهياكل العضوية التساهمية (COFs). وتتميز هذه المواد بقدرتها الاستثنائية على تخزين الغازات النقية والتقاط ثاني أكسيد الكربون وتحفيز التفاعلات الكيميائية، مما جعلها من أهم الابتكارات العلمية في العقود الأخيرة.
إلى جانب عمله الأكاديمي، أسس “Omar Mins Yaghi” عدة شركات ناشئة لتطبيق أبحاثه على أرض الواقع، منها Atoco المتخصصة في التقاط الكربون وجمع المياه من الهواء، وH2MOF التي تركز على تخزين الهيدروجين بتقنيات نانوية متطورة. كما يُعد من أكثر الكيميائيين اقتباسًا في العالم، إذ اختير ثاني أكثر العلماء تأثيرًا في الكيمياء خلال عقد 2000–2010.
يمثل فوز عمر ياغي بجائزة نوبل للكيمياء عام 2025 إنجازًا عربيًا وفلسطينيًا لافتًا، ورسالة أمل تؤكد أن الابتكار العلمي يمكن أن ينطلق من أي مكان في العالم. فقد أسهمت أبحاثه في مواجهة التحديات البيئية، وتعزيز كفاءة الطاقة المستدامة، وجعلت من اسمه علامة فارقة في مسيرة العلم الحديث.


















