مع اقتراب موعد الإعلان عن جائزة نوبل للأدب لعام 2025 يوم 9 أكتوبر، تتجه الأنظار نحو مجموعة من الأسماء البارزة التي قد تحمل مفاجأة الموسم الأدبي الأكبر في العالم. فالجائزة، التي تأسست عام 1901، ما تزال ترسّخ مكانتها كأرفع وسام أدبي يمكن أن يُمنح لكاتب على قيد الحياة.
وتمنح الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للأدب استنادًا إلى معايير توازن بين القيمة الجمالية للنص وأثره الإنساني والفكري، إذ تبحث اللجنة عن كاتب “قدّم للأدب الاتجاه الأكثر تميزًا ومثالية”. وتشمل الاعتبارات جودة اللغة، الأصالة، والقدرة على التعبير عن قضايا الإنسان المعاصر في أبعادها الكونية، وهو ما يجعل التكهن بالفائز مهمة لا تخضع للمنطق الإعلامي أو الشهرة فحسب.
في هذا الإطار، يشتد الجدل حول هوية المتوّج لعام 2025. فمن إفريقيا يبرز الكيني نغوغي واثيونغو بصوته الملتزم بلغة الهوية ومقاومة الاستعمار الثقافي، ومن آسيا الياباني هاروكي موراكامي الذي ما يزال يجمع الواقعية بالحلم، ومن أميركا دون ديليلو بمشاريعه الأدبية التي تتأمل العزلة وسط ضجيج التقنية.
لكن اللافت هذا العام هو الحضور القوي للأسماء النسائية التي تحمل مشاريع أدبية متنوّعة وعميقة:
- مارغريت آتوود (كندا): تُعد من أبرز الأصوات النسوية في العالم، تمزج بين الخيال العلمي والنقد الاجتماعي في أعمال مثل قصة الخادمة، وتطرح رؤى حول مصير الإنسان في مواجهة الأنظمة الشمولية.
- إليف شفق (تركيا/بريطانيا): كاتبة متعددة اللغات والثقافات، تعالج في رواياتها قضايا الهوية، الدين، والنسوية الشرقية بروح متسامحة وشاعرية عالية.
- أولغا توكارتشوك (بولندا): حائزة على نوبل 2018، وتعود بقوة إلى دائرة التوقعات بفضل أسلوبها الفلسفي الذي يمزج السرد بالأسطورة والبيئة.
- آني إرنو (فرنسا): رغم فوزها عام 2022، إلا أن تأثيرها المستمر يجعلها مرجعًا في كتابة الذاكرة والسيرة الذاتية بلغة مكثفة ومتحررة من الزخرف.
- شيماماندا نغوزي أديتشي (نيجيريا): تمثل الجيل الجديد من الأدب النسوي الأفريقي، وتجمع بين الواقعية السياسية والنبرة الإنسانية العميقة.
تلك الأسماء تجسد اتساع مفهوم الأدب اليوم، حيث لم تعد نوبل مجرد جائزة للغة أو إقليم، بل مساحة رمزية تكرم التنوع والاختلاف.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستختار الأكاديمية السويدية صوتًا أنثويًا جديدًا يضيف بعدًا آخر للكتابة عن الحرية والهوية؟ على غرار ما حدث السنة الماضية مع تتويج لكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ .. الجواب يوم غدٍ 9 أكتوبر، بينما الأدب يستمر في طرح الأسئلة التي لا تنتهي.



















