تطرق مقال لموقع الجيوري باتريوتيك إلى المواقف الأخيرة للرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي تجاه القضايا المغاربية، مسلطًا الضوء على تصريحاته المثيرة للجدل بشأن المغرب والجزائر، ومشدداً على الأبعاد السياسية والدبلوماسية التي خلفتها هذه المواقف في المنطقة. وفق المقال، يبدو أن المرزوقي اختار، في مرحلة حساسة من التاريخ المغاربي، تبني موقف يميل إلى تلميع صورة النظام المغربي، متجاهلاً الأصوات المحلية التي تدعو إلى احترام حقوق الإنسان ومناصرة مطالب المواطنين في المغرب.
ويشير المقال إلى أن المرزوقي ذهب إلى حد التمييز بين الدول المغاربية في تقييمه لانتفاضات الربيع العربي، معتبرًا أن الجزائر ومصر يمكن أن تكونا بيئات مناسبة للتغيير الثوري، بينما المغرب يجب أن يظل تحت إطار الإصلاح التدريجي فقط. ويصف المقال هذه التصريحات بأنها تعكس موقفًا متحيزًا ويمثل خروجًا عن التزامه السابق بمبادئ الثورات العربية.
كما يؤكد المقال على تاريخ العلاقات الجزائرية–التونسية، مشيراً إلى أن الجزائر كانت، خلال فترة رئاسة المرزوقي، من أبرز الدول التي قدمت دعمًا ماليًا وسياسيًا لتونس في أوقات صعبة، بما في ذلك تقديم مساعدات مالية بلغت نحو (500 مليون دولار) وتعزيز التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية. ويُذكر أن الجزائر تبادلت مع تونس نحو 30 زيارة رفيعة المستوى خلال عام واحد، وهو رقم قياسي لم تسجله تونس مع أي دولة أخرى، ما يعكس حجم الدعم والتضامن بين البلدين.
وفي سياق التحليل، يرى المقال أن تصريحات المرزوقي الأخيرة لا يمكن فهمها بمعزل عن خلفياته الشخصية، بما في ذلك خيبة أمله من نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية في 2014، وما اعتبره تدخلاً جزائريًا في دعم خصمه السياسي، إضافة إلى إحباطه من رفض الجزائر لمبادرته في الوساطة بين المغرب والجزائر.
ويخلص المقال إلى أن هذه المواقف تعكس، وفق الموقع، رغبة المرزوقي في تعزيز موقفه السياسي من خلال الاصطفاف إلى جانب المملكة المغربية، على حساب مواقف تاريخية للجزائر تجاه تونس ودعمها المتواصل للشعب التونسي خلال مراحل انتقاله الديمقراطي. ويشير المقال إلى أن هذا النهج قد يضع المرزوقي في موقف حساس على الصعيد الداخلي والخارجي، حيث يصعب الجمع بين الولاء لمبادئ الثورات العربية وحسابات التحالفات الإقليمية الضيقة.


















