جيلالي سالمي.. الكرة الجزائرية تودع “بيليه الصغير”

رحل عن عالم كرة القدم الجزائرية أحد أبرز رموزها التاريخيين، جيلالي سالمي، أسطورة نادي شباب بلوزداد وأحد وجوه الجيل الذهبي الذي صنع مجد الكرة الوطنية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. فقد توفي سالمي في 7 أكتوبر 2025 عن عمر ناهز (79 عامًا)، بعد مسيرة طويلة امتدت من الملاعب إلى إدارة النادي الذي أحبه وأخلص له.

وُصف جيلالي سالمي خلال مسيرته بـ”بيليه الصغير”، وهو لقب لم يكن مبالغًا فيه، إذ امتلك لمسة فنية راقية وقدرة استثنائية على المراوغة والتسجيل، جعلته من أكثر اللاعبين إثارة للإعجاب في جيله. بدأ مشواره الكروي مع نادي العناصر، قبل أن ينتقل سنة 1967 إلى شباب بلوزداد، حيث كتب فصولًا من المجد الكروي وشارك في تتويج الفريق بعدة ألقاب محلية وإقليمية، من بينها بطولتا دوري وثلاث كؤوس للمغرب العربي بين 1970 و1972.

على الصعيد الدولي، حمل سالمي ألوان المنتخب الوطني في ستينيات القرن الماضي، وشارك في كأس الأمم الإفريقية 1968، مساهماً في ترسيخ مكانة الجزائر الكروية في بدايات استقلالها. كان من بين اللاعبين الذين جمعوا بين المهارة والانضباط، فترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة الجماهير.

بعد اعتزاله، لم يبتعد عن معشوقته، بل تولّى رئاسة شباب بلوزداد بين 1996 و2000، ليقوده من موقع القيادة إلى ألقاب جديدة، مؤكداً وفاءه للنادي حتى آخر أيامه.

رحيل جيلالي سالمي لا يمثل فقدان لاعب سابق فحسب، بل خسارة لرمز من رموز الأصالة الكروية الجزائرية، ولجيل صنع هوية الكرة الوطنية بروح الالتزام والجمال معًا. إنه نموذج للاعب الذي تجاوز حدود الإنجاز إلى حدود الرمزية، حيث يجتمع التاريخ بالشغف، والمهارة بالانتماء.

Exit mobile version