افتتحت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر، يوم الأربعاء، جامع السفير بحي القصبة العريق أمام المصلين، بعد استكمال أعمال ترميمه وتهيئته من قبل ولاية الجزائر، وفق ما صرح به مدير الهيئة، كمال بلعسل.
وأوضح بلعسل أن جامع السفير تم تسليمه للمديرية بعد انتهاء عملية الترميم ضمن مشروع شامل لتأهيل حي القصبة، الذي صنف ضمن التراث العالمي لليونسكو عام 1992. ويعد الجامع، الذي بُني عام 1534 في عهد الحكم العثماني، تحفة معمارية دينية وأثرية، ويقع بالقرب من مسجد وزاوية سيدي محمد الشريف.
وقد تم بناء جامع السفير عام 1534 ميلادي خلال الفترة العثمانية، أي قبل نحو 491 سنة، بالقرب من مسجد وزاوية سيدي محمد الشريف. شهد الجامع عدة ترميمات عبر التاريخ، كان أبرزها إعادة البناء والتوسعة عام 1826 على يد الداي حسين، أي قبل حوالي 199 سنة. وتجدر الإشارة إلى أن حي القصبة، الذي يضم الجامع، صنف ضمن التراث العالمي لليونسكو عام 1992، أي قبل 33 سنة، مما يبرز الأهمية التاريخية والثقافية للجامع ضمن النسيج العمراني العتيق للعاصمة.
وأشار بلعسل إلى أن الجامع لعب دورًا محوريًا خلال الثورة التحريرية، حيث حافظ على الدين الإسلامي والهوية الوطنية وساهم في دعم الثورة بالمجاهدين، كما كان مركزًا للإشعاع الديني والفكري والحضاري بالمدينة. وقد شهد الجامع عدة ترميمات على مر تاريخه، أبرزها إعادة بنائه وتوسيعته عام 1826 من طرف الداي حسين، واستمر في أداء مهامه المسجدية بعد الاستقلال.
و استمرت أعمال ترميم وتهيئة جامع السفير ضمن مشروع شامل لإعادة تأهيل حي القصبة لمدة عدة سنوات، لتسليمه للمديرية الولائية للشؤون الدينية والأوقاف وافتتاحه أمام المصلين يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025. الجامع الآن جزء من المسار السياحي للقصبة، حيث تم تخصيص مرشدين وعدد من المطويات التعريفية للزوار. كما أنه واحد من عدة جوامع أثرية تديرها المديرية، إلى جانب جامع البراني وجامع كتشاوة، على أن يتم تسلم جامعين آخرين قريبًا بعد انتهاء الترميم.
وأكد بلعسل أن جامع السفير أصبح جزءًا من المسار السياحي لقصبة الجزائر، حيث يمكن للزوار والسياح الاستفادة من خدمات مرشدين تعريفيين، بالإضافة إلى مطويات توثق تاريخ الجامع. وأضاف أن المديرية ستتسلم قريبًا جامعين أثريين آخرين في إطار مشروع ترميم وتهيئة حي القصبة، بعد انتهاء الأشغال بهما.
