في 2025، تواصل الجزائر مواجهتها لتحدي الأمية، وهو تحدٍ قديم لكنه بات اليوم أكثر تعقيدًا في ظل التحولات الرقمية والاقتصادية. و حسب المعلومات الرسمية لوزارة التربية وديوان محو الأمية، نسبة الأمية التقليدية لدى الكبار في الجزائر تتراوح بين 7 و8% في 2023، ومعظمهم من الفئة العمرية فوق 50 سنة. أي أي رقم بعد ذلك يجب أن يعتمد على مصادر حديثة مثل وزارة التربية الوطنية، ديوان محو الأمية، أو اليونسكو لتحديد أي تغير حصل في 2025.
لكن الأمية لم تعد مقتصرة على عدم القدرة على القراءة والكتابة فقط. في عصر الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، يمكن القول إن الأمية الرقمية أصبحت تهديدًا جديدًا يتوازى مع الأمية التقليدية. فالأشخاص غير القادرين على التعامل مع التطبيقات البنكية الإلكترونية، أو الخدمات الحكومية الرقمية، أو التعليم عن بعد، يعيشون شكلًا من “الأمية الحديثة” يعطل فرصهم الاقتصادية والاجتماعية.
المدارس في الجزائر ووزارة التربية الوطنية تبذل جهودًا كبيرة للحد من الأمية التقليدية، بينما مشاريع مثل “التعلم الرقمي للفلاحين” أو مبادرات التعليم عن بعد للأطفال في المناطق النائية تمثل خطوات مبتكرة لمواجهة الأمية الرقمية. في المقابل، عدم قدرة بعض الفئات على الوصول للإنترنت أو الأجهزة الحديثة يوسع فجوة الفرص ويهدد التكافؤ الاجتماعي.
الأمية ترتبط أيضًا بعالم العمل: من الصعب على الشباب البحث عن وظائف في الاقتصاد الرقمي أو الفلاحي الحديث بدون مهارات أساسية، بينما يتحول الاقتصاد الجزائري تدريجيًا نحو القطاعات المبتكرة، والطاقة، والأسواق المالية. وهنا يظهر رابط مباشر بين التعليم، محاربة الأمية، وفرص التنمية الوطنية.
ختامًا، يمكن النظر إلى 2025 كعام مفصلي: الأمية التقليدية في الجزائر تتراجع ببطء، لكنها تتقاطع مع الأمية الرقمية، ما يجعل التحدي مزدوجًا. المستقبل يتطلب تعليمًا مرنًا، سياسات ذكية، واستثمارات قوية في البنية التحتية الرقمية والتكوين المهني، لضمان أن كل جزائري، سواء في العاصمة أو في أعماق الريف، يمكنه المشاركة الفاعلة في مجتمع المعرفة الجديد
