فرنسا تغلي سياسيًا…مظاهرات ضد ماكرون وعودة ليكورنو تزيد الغضب الشعبي

شهدت العاصمة الفرنسية باريس اليوم الجمعة مظاهرة حاشدة شارك فيها آلاف المحتجين، مطالبين باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون وخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في ظل تصاعد الغضب الشعبي والأزمة السياسية التي تعصف بالحكومة.

وانطلقت المظاهرة من جادة مونبارناس في الدائرة السادسة، وتوجهت نحو متحف اللوفر، حيث رفع المشاركون شعارات من بينها: “ماكرون ارحل!” و*”نعم للخروج من الاتحاد الأوروبي!”*، وسط حضور قوي لأنصار حزب “الوطنيون” بزعامة فلوريان فليبو، الذي اعتبر أن ما تشهده البلاد “خارج عن إطار الديمقراطية”، منتقدًا ما وصفه بـ”فوضى سياسية تتغير فيها الحكومات كأنها مؤقتة فقط لتمرير الميزانيات”.

وقال فليبو إن فرنسا فقدت سيادتها لصالح مؤسسات خارجية، محذرًا من أن استمرار الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي سيقود البلاد نحو “المزيد من الحروب والفقر”، وداعيًا إلى الانسحاب الفوري من الناتو والاتحاد الأوروبي.

تأتي هذه المظاهرات بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو في 6 أكتوبر، عقب (27 يومًا فقط) من توليه المنصب. غير أن الرئيس ماكرون أعاده إلى رئاسة الحكومة بعد أربعة أيام فقط، ما أثار سخطًا واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية، واعتُبر دليلاً على عمق الأزمة داخل السلطة.

وفي تصريح لاحق، أقر ليكورنو بأنه “ليس هناك وفرة من المرشحين” لتولي رئاسة الحكومة، معترفًا بأن مهمته قد لا تستمر طويلاً نظرًا للخلافات السياسية الحادة والانقسام داخل البرلمان. وأضاف أنه وافق على العودة “بسبب الحاجة الملحّة لإقرار ميزانية البلاد”، في وقت يفتقر فيه معسكر ماكرون للأغلبية داخل الجمعية الوطنية.

وتواجه الحكومة الفرنسية انتقادات واسعة بسبب ما يعتبره معارضوها عجزًا عن إدارة الأزمات الاقتصادية والسياسية، في ظل تفاقم الديون والتوترات الاجتماعية. فيما تتعالى الأصوات المطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، كخيار وحيد لتجنب مزيد من الانقسام داخل البلاد.

المصدر: تاس + RT + وكالة الأنباء الفرنسية + أ.ب.

Exit mobile version