من برن إلى جنيف… حين يهتف الحياد بالعدالة لفلسطين

شهدت عدة مدن سويسرية اليوم مظاهرات حاشدة دعمًا لفلسطين، حيث نزل آلاف المواطنين إلى الشوارع للتنديد بحرب الابادة الاسرائلية على الشعب الفلسطيني في غزة، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار. وقد جاءت هذه المسيرات، التي نظمتها جمعيات حقوقية ومنظمات إنسانية، في ظل تزايد الغضب الشعبي إزاء ما وصفه المشاركون بـ”الصمت الدولي” أمام تدهور الوضع الإنساني في القطاع.

في العاصمة برن، تجمع المتظاهرون أمام مبنى البرلمان الفدرالي، رافعين الأعلام الفلسطينية وشعارات تدعو إلى العدالة ووقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. وأكد المنظمون، بحسب صحيفة Le Temps السويسرية، أن الهدف من هذه المظاهرات هو “تذكير الحكومة الفدرالية بمسؤوليتها الأخلاقية في الدفاع عن القانون الدولي الإنساني”.

أما في زيورخ وجنيف، فقد شارك الآلاف في مسيرات سلمية طافت الشوارع الرئيسية، وسط حضور أمني مكثف. وشهدت جنيف تحديدًا، التي تحتضن مقر الأمم المتحدة في أوروبا، مظاهرة رمزية أمام قصر الأمم، حيث نُظمت وقفة صامتة لتكريم ضحايا الحرب في غزة.

وذكرت صحيفة Tribune de Genève أن المتظاهرين طالبوا الحكومة السويسرية باتخاذ موقف أكثر حزمًا في المحافل الدولية، داعين إلى تجميد التعاون العسكري مع إسرائيل، ومؤكدين أن “الحياد لا يعني اللامبالاة”.

تأتي هذه التعبئة الشعبية في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل البرلمان السويسري لمراجعة العلاقات الثنائية مع تل أبيب، خاصة بعد التقارير الأممية التي تتحدث عن انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في غزة.

وقد شهدت عدة عواصم أوروبية هذا الأسبوع مظاهرات حاشدة مؤيدة لفلسطين، أبرزها في لندن ومدريد وبرلين وروما، حيث خرجت عشرات الآلاف من المتظاهرين للمطالبة بوقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها، وتنديدًا بمواقف الحكومات الأوروبية الداعمة لإسرائيل.

ففي لندن، نظم آلاف المشاركين مسيرة ضخمة نحو شارع “وايتهول” وسط العاصمة البريطانية، رفعوا خلالها شعارات تدعو إلى “سلام دائم” في غزة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الإنسانية، بينما شهدت مدريد وبرشلونة تجمعات مماثلة طالبت الحكومة الإسبانية باتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه تل أبيب، وصلت حد الدعوة إلى فرض عقوبات عليها.

وفي برلين وروما، احتشد المتظاهرون في مظاهرات سلمية تخللتها دعوات لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، مع التركيز على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.

وقد ربطت بعض الصحف الأوروبية هذه التحركات بموجة تضامن إنساني متصاعدة في الشارع الأوروبي، تعكس تراجع ثقة الرأي العام في المواقف الرسمية الغربية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة مع تزايد التقارير حول تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة.

Exit mobile version