ماذا لو تحول منزلك ببطء إلى سجنٍ خفي، حيث تُراقَب كل نفسٍ وكل خطوة؟ هذه الفكرة المركزية في رواية «بيت النحل»”The House of Bees” ل “Rumah Lebah” لكاتبة رووي ميتا، التي تصنع رعبًا نفسيًا يتسلل إلى ذهن القارئ ببطء، كالعسل الذي يبدو حلوًا لكنه سام. الرواية لا تعتمد على الصرخات المفاجئة أو الأشباح القافزة من الظلام، بل على خوف متدرّج ينمو داخلك حتى تشعر بأنك محاصر بالأسرة وبالأرواح الغريبة في المنزل.
انتقلت وينايا ونواي مع ابنتهما الصغيرة ملا إلى منزل معزول على ضفة بحيرة بونوروغو، آملاً حياة هادئة بعيدًا عن الأشباح التي تطارد الطفلة. لكن الظلال لا تختفي، بل تتغير أشكالها، حيث ترى ملا ستة أشخاص غرباء يعيشون بينهم، كائنات غامضة غير معروفة حتى لوالديها. ملا، الطفلة العبقرية التي ترى ما لا يُرى، هي قلب الرواية وروحها الحقيقية، مفتاح كل الرعب الذي يسكن البيت، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والخيال، ويجد القارئ نفسه مضطرًا للتساؤل: ما الحقيقي وما الوهم؟
«بيت النحل» ليست مجرد قصة أشباح، بل حكاية عن الفقد، الجنون، والحب المتعفن في صمتٍ خانق. ومع كل صفحة، تلعب رووي ميتا بعقل القارئ، لتفاجئه في النهاية بانقلاب كامل على أحداث القصة، ما يدفعه للعودة وقراءة التفاصيل بعين مختلفة، لاكتشاف أن الإشارات كانت موجودة منذ البداية. بعد طي الصفحة الأخيرة، قد تنظر إلى منزلك بعين القلق، متسائلًا إن كانت هناك أرواحٌ خفية تتنفس بين جدرانه.
المصدر:اندونسيا اليوم



















