في تصريح يعكس التحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الثقة في الدولار الأميركي تتراجع بشكل متسارع، مشيرًا إلى أن العالم يتجه نحو بناء نظام مالي وتجاري جديد أكثر توازنًا واستقلالية عن الهيمنة الغربية.
وأعتبر لافروف في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت الروسية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتخذ حتى الآن خطوات لاستعادة الثقة في العملة الأمريكية.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبر عن تشككه في مستقبل الدولار الأمريكي قائلا “من الصعب التكهن بما سيحدث للدولار في المرحلة المقبلة”، مشيرًا إلى أن حركة الابتعاد عن الدولار تتسع داخل تكتلات اقتصادية كبرى مثل بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي.
وأضاف أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يدعم بنشاط إنشاء منصات دفع بديلة، مؤكدًا أن العمل جارٍ داخل بريكس على تطوير أنظمة مالية مستقلة وشركات إعادة تأمين جديدة بمبادرة روسية.
وأوضح لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد شدد في أكثر من مناسبة على أن روسيا لم تسعَ إلى الابتعاد عن الدولار، بل “أُجبرت على ذلك بعد فرض قيود أمريكية حالت دون استخدامه في المعاملات التجارية الدولية”، وهو ما دفع موسكو وشركاءها إلى الاعتماد على العملات الوطنية، بل والانتقال لاحقًا إلى العملات الرقمية.
وفي تعليقه على التحولات الجارية في النظام الاقتصادي العالمي، أشار لافروف إلى أن التعددية القطبية لن تتحقق بين عشية وضحاها، واصفًا المرحلة الحالية بأنها “عصر طويل يشبه فترات الاستعمار وإنهاء الاستعمار”.
وانتقد الوزير الروسي السياسات الغربية التي قال إنها تتخلى بسهولة عن مبادئ العولمة والمنافسة العادلة عندما يتعلق الأمر بمنافسين مثل روسيا أو إيران، مضيفًا أن “مصادرة احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية للدول باتت تُستخدم كوسيلة للابتزاز السياسي والاقتصادي”.
المصدر: كوميرسانت



















