شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا اليوم الأربعاء، متجاوزةً عتبة (4200 دولار) للأوقية للمرة الأولى، وسط موجة من التوترات الجيوسياسية وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما دفع المستثمرين إلى الاحتماء بالمعدن النفيس كملاذ آمن.
و منذ مطلع عام 2025، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 53 بالمئة، في واحدة من أقوى موجات الصعود التي عرفها المعدن النفيس خلال العقد الأخير.
وبحسب بيانات السوق، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.2 بالمئة ليصل إلى 4188.95 دولار للأوقية بعد أن لامس مستوى قياسيًا عند 4217.95 دولار، بينما صعدت العقود الآجلة الأمريكية تسليم ديسمبر إلى 4205.20 دولار.
ويرى محللون أن هذا الارتفاع الحاد يعكس التحول الواضح في توجهات المستثمرين، خاصة بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول التي حملت نبرة تميل إلى التيسير النقدي، مشيرًا إلى استمرار حالة الركود في سوق العمل. وتشير التوقعات إلى خفض محتمل لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر بنسبة احتمال تبلغ 98 بالمئة، يتبعه خفض آخر في ديسمبر.
كما زادت حدة الإقبال على الذهب عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن احتمال تقليص العلاقات التجارية مع الصين، في ظل تبادل فرض الرسوم الجمركية بين البلدين، ما عزز مشاعر القلق لدى المستثمرين.
ويرتفع الذهب عادة في فترات الغموض الاقتصادي والسياسي، ويزدهر في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة نظرًا لكونه أصلًا لا يدر عائدًا. ومنذ بداية العام، قفزت أسعار الذهب بنحو 58 بالمئة، مدعومة بمزيج من العوامل أبرزها التوترات الجيوسياسية، وتوسع عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية، وتزايد الرغبة في تقليص الاعتماد على الدولار.
وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 2.5 بالمئة إلى 52.75 دولار للأوقية بعد أن بلغت مستوى قياسيًا أمس عند 53.6 دولار، بينما سجل البلاتين ارتفاعًا بـ0.9 بالمئة إلى 1651.85 دولار، والبلاديوم بـ1.8 بالمئة إلى 1553.43 دولار.
المصدر: رويترز
