يُعرف تشيزاري موري، المولود عام 1871 وتوفي عام 1942، بأنه أحد أبرز رجال الشرطة الإيطاليين في القرن العشرين، وحصل على لقب “مخرّب المافيا” بفضل حملاته القوية والمثيرة للجدل ضد المافيا في صقلية.
تخرج موري من أكاديمية الشرطة الإيطالية، وبدأ حياته المهنية ضابطًا في الشرطة قبل أن يبرز اسمه في السياسة الأمنية خلال فترة حكم الفاشي موسوليني. في عام 1925، تم تعيينه مفوضًا ملكيًا للصقلية، مُنح خلاله سلطات استثنائية لمحاربة الجريمة المنظمة في الجزيرة.
اعتمد موري على أساليب صارمة وشديدة الفاعلية، تضمنت الاعتقالات الجماعية، وحظر التجوال، ومصادرة الممتلكات، والمراقبة المشددة لسكان القرى. هذه الإجراءات أثارت جدلًا واسعًا؛ فبينما وصفه البعض كبطل ومرجعية في مكافحة الجريمة، رأى آخرون أنه تجاوز حدود القانون في بعض الحالات.
من أبرز إنجازاته تفكيك الشبكات التقليدية للمافيا، وإلقاء القبض على عدد كبير من رؤسائها، مما أرسى دعائم سلطة الدولة في مناطق كانت تهيمن عليها العصابات لعقود. كما تمكن من الحد من أنشطة الابتزاز والقتل والتهريب التي كانت سائدة في تلك الفترة، ما أكسبه شهرة دولية ولقب “مخرّب المافيا”.
بعد نهاية ولايته في صقلية، عاد موري للعمل في مناصب أمنية مختلفة، لكنه ظل رمزًا لمواجهة الجريمة المنظمة، ودرس لاحقًا كأحد النماذج في علم مكافحة الجريمة. يُفهم من إنجازاته أن مواجهة المافيا لم تكن مجرد مهمة أمنية، بل كانت مشروعًا لإعادة فرض سلطة القانون والدولة في بيئة كانت تتسم بالعنف والفساد.
