“جيل زد” يضرب من جديد في البيرو

أعلنت السلطات في البيرو حالة الطوارئ في العاصمة ليما، بعد مقتل متظاهر شاب خلال احتجاجات حاشدة تحولت إلى مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين من سياسات الرئيس الجديد خوسيه جيري.

وتشهد البيرو  منذ أيام موجة من الغضب الشعبي، قادها ما يسمى شباب من “جيل زد” Generation Z إلى جانب نقابات عمالية ومنظمات مدنية، احتجاجًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الجريمة وتراجع الثقة في مؤسسات الدولة.

ووفقًا لوزارة الداخلية البيروفية، أسفرت الصدامات التي اندلعت وسط العاصمة عن إصابة أكثر من 100 شخص، بينهم 89 شرطيًا، بينما تم فتح تحقيق رسمي في مقتل المغني الشاب إدواردو رويز (32 عامًا)، الذي أصبح رمزًا للاحتجاجات بعد مقتله برصاصة أطلقتها الشرطة، ما أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد الرئيس جيري في خطاب متلفز أنه لن يستقيل، متهماً “عناصر خارجية” بمحاولة تحويل التظاهرات إلى أعمال شغب منظمة. وأضاف أن الحكومة “ستفرض سلطة القانون” لحماية المؤسسات العامة ومنع انزلاق البلاد نحو الفوضى، فيما تعهد وزير الداخلية باتخاذ إجراءات ضد الضابط المتورط في حادثة إطلاق النار.

تأتي هذه التطورات في وقت حساس تمر فيه البيرو بأزمة سياسية متكررة منذ عام 2022، تسببت في سقوط أكثر من خمسة رؤساء خلال أقل من ثلاث سنوات، مما جعل الشارع يفقد الثقة في النخبة الحاكمة ويطالب بتغيير جذري في النظام السياسي.

شهد العالم منذ عام 2020 تصاعدًا ملحوظًا في احتجاجات يقودها جيل “زد” (Generation Z)، الجيل المولود بين منتصف التسعينات وبداية العقد الثاني من الألفية. فقد خرج شباب هذا الجيل إلى الشوارع في أكثر من 25 دولة حتى الآن، من بينها فرنسا، كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، إيران، التشيلي، وبيرو، للتعبير عن رفضهم للواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يرونه غير عادل أو متصلبًا أمام التغيير.

Exit mobile version