أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر حصرية، انضمام بلاده رسميًا إلى منصة “بُنى” Buna للمدفوعات الإقليمية، التابعة لصندوق النقد العربي، في خطوة تُعدّ محاولة لإعادة ربط النظام المالي السوري بشبكة التعاملات المصرفية العربية بعد سنوات من العزلة.
و تُعد منصة “بُنى” (Buna) مشروعًا إقليميًا أطلقه صندوق النقد العربي سنة 2020، وتديره المنظمة الإقليمية لمقاصة وتسوية المدفوعات العربية (ARPCSO)، التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها. وتُعتبر “بُنى” أول منظومة عربية متعددة العملات للمدفوعات الفورية، حيث تتيح للبنوك المركزية والتجارية إرسال واستقبال الأموال بين الدول العربية وشركائها التجاريين، باستخدام عملات عربية ودولية مثل الدرهم الإماراتي، الريال السعودي، الجنيه المصري، الدينار الأردني، الدولار الأمريكي، واليورو.
وأوضح حاكم مصرف سوريا المركزي أن التحاق سوريا بمنصة “بُنى” المالية يشكّل محطة أساسية في تحديث أنظمة الدفع والتحويلات المالية داخل سوريا، إذ ستمكّن المصارف المحلية من إرسال واستلام المدفوعات عبر الحدود بعملات متعددة، وبكفاءة أعلى وتكلفة أقل.
و توفر المنصة نظام المقاصة والتسوية اللحظية (Clearing & Settlement)، بما يقلل من المخاطر التشغيلية والمالية، كما تعتمد آلية الدفع مقابل الدفع (PvP) التي تضمن تسوية المعاملات في أكثر من عملة في الوقت نفسه، ما يعزز الأمان المالي ويحد من أخطاء التحويل. كما أطلقت “بُنى” مؤخرًا خدمة الدفع الفوري (Instant Payment Service – IPS)، التي تتيح تنفيذ المعاملات خلال ثوانٍ وعلى مدار الساعة، بتكلفة منخفضة مقارنة بالأنظمة البنكية التقليدية.
وبحسب ما نقلته الصحافة السورية، تمّ التوقيع على الاتفاق خلال لقاء جمع مسؤولي مصرف سوريا المركزي مع رئيس صندوق النقد العربي فهد التركي، بحضور وزير المالية وعدد من مسؤولي الصندوق، حيث تمّ الاتفاق على تعزيز التعاون الفني وتطوير البنية المصرفية السورية بما يتماشى مع معايير الأهلية والامتثال الدولي.
حتى نهاية عام 2024، بلغ عدد البنوك والمؤسسات المشاركة في المنصة أكثر من 180 بنكًا في 15 دولة عربية، بينما تجاوز حجم المدفوعات المنفذة عبرها 1.5 مليار دولار، مع توقعات بمضاعفة الرقم في السنوات المقبلة بفضل توسع نطاق الاستخدام التجاري والمالي.



















