تطرق تقرير لموقع ألجيري باتريوتيك إلى التصريحات الأخيرة للسياسي الفرنسي إدوار فيليب، التي حملت لهجة حادة تجاه الجزائر، معتبرًا أنها ليست سوى مناورة انتخابية مبكرة تهدف إلى استقطاب أصوات اليمين المتطرف استعدادًا لرئاسيات 2027. وأشار التقرير إلى أن فيليب، الذي عاد إلى الساحة السياسية بعد فترة من الغياب، اختار الملف الجزائري بوصفه أرضًا خصبة لاستعادة الأضواء، مستفيدًا من تنامي الخطاب الشعبوي المعادي للمهاجرين في فرنسا.
وأوضح التقرير أن هذا الخطاب لا يمكن فصله عن السياق الداخلي المتأزم الذي تعيشه فرنسا، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو حتى السياسية، حيث باتت العلاقة مع الجزائر تُستعمل في كل مرة كـ”صمام تنفيس” للأزمات الداخلية. فبدل معالجة القضايا الجوهرية مثل البطالة وتدهور القدرة الشرائية وانقسام المجتمع الفرنسي، يلجأ بعض الساسة إلى الخطاب العدائي ضد الجزائر لتوجيه الأنظار بعيدًا عن فشلهم في إيجاد حلول واقعية.
وأضاف المصدر ذاته أن إدوار فيليب يسير على نهج من سبقوه من السياسيين الفرنسيين الذين جعلوا من الجزائر والمهاجرين الجزائريين موضوعًا انتخابيًا متكررًا، في محاولة لتقويض حضور اليمين المتطرف من جهة، واستقطاب جزء من قاعدته الانتخابية من جهة أخرى. إلا أن هذا التوجه – بحسب التقرير – يعكس أزمة فكرية وأخلاقية في الخطاب السياسي الفرنسي، حيث يتحول بلد كفرنسا، الذي يرفع شعار الحرية والمساواة، إلى منصة لتغذية مشاعر الكراهية واستغلال الذاكرة الاستعمارية لأغراض انتخابية ضيقة.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بمرحلة دقيقة، تتطلب تعاملًا مسؤولًا ومتوازنًا من قبل الطبقة السياسية الفرنسية، بعيدًا عن الخطابات الانفعالية والحسابات الانتخابية. كما شدّد على أن الجزائر، التي تجاوزت عقدة الاستعمار وتتحرك اليوم بثقة على الساحة الإقليمية والدولية، لن تكون ورقة في لعبة سياسية فرنسية تسعى إلى إعادة تدوير أزمات داخلية على حساب علاقات تاريخية معقدة بين الشعبين.



















